أكد أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، رفض مصر لأى طرح يقوم على إقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، موضحا أن هذه الدولة ذات الحدود المؤقتة ستكون هى الحدود النهائية، وقال "إن العرب لا يوافقون على هذا الطرح، كما لا يوافق عليه المجتمع الدولى، وبالتالى لا داعى لإضاعة الوقت"، مضيفا "أن طرح الدولة الفلسطينية المؤقتة لا يمكن أن نبدأ به النقاش".
وقال أبو الغيط ردا على سؤال حول ما تردده إسرائيل بأن المفاوضات غير مباشرة ستتركز فقط على قضايا الأمن وتأجيل مناقشة قضايا القدس واللاجئين، وأن الدولة الفلسطينية ستكون على حدود مؤقتة، "إن الطرح الأمريكى عندما جاء للفلسطينيين بفكرة المحادثات غير المباشرة ونقلوها إلى الفلسطينيين ثم تحدثوا بها معنا فى مصر، كان تركيز الجانب الأمريكى على عنصرين، وفى الحقيقة بدءوا بعنصر واحد، وقالوا إنه العنصر الأساسى والذى سينصب عليه النقاش وهو مسألة حدود الدولة الفلسطينية، وهو مطلب مصرى مستمر منذ نهائيات إدارة الرئيس بوش، وسميت كثيرا بنهاية الطريق التى تركز أساسا على الحدود".
وأضاف أبو الغيط فى مؤتمر صحفى عقده مع صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، أنه "بعد تفاعل الإدارة الأمريكية مع الإسرائيليين قالوا إن هناك عنصريين أساسيين سيتم التركيز عليهما فيما يتعلق بفترة المحادثات عن قرب، وهما الحدود والأمن، والإدارة الأمريكية الحالية تحدثت كثيرا عن أن حدود الدولة الفلسطينية يجب أن تشمل مساحة من الأرض التى احتلت فى 5 يونيو 1967، فهذا هو الطرح الأمريكى، وهذا هو الأساس الذى على أساسه قبل الفلسطينيين الدخول فى المفاوضات غير المباشرة، وهذا الذى دفع الإطراف العربية أعضاء لجنة متابعة المبادرة للتحرك على أساسه، وهو الحدود والأرض فى مقابل الأمن، والأمن له معاييره وله اعتباراته".
وأشار أبو الغيط إلى أن النقاش مع عريقات انصب على ما تنوى السلطة الفلسطينية التحدث فيه مع الإدارة الأمريكية عن قرب، وقال: "أطلعنا عريقات ليس فقط على الجولة الأولى من المباحثات غير المباشرة، ولكن الإطار الذى يتحرك فيه الجانب الفلسطينى، وكيف يفكرون، وأن هذه تنصب على مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الأمريكى، وأنهم ينقلون إلى الجانب الأمريكى أفكارهم وينتظرون رؤية الجانب الأمريكى لهذه الأفكار، وأطلعنا أيضا على الإطار الزمنى الذى يتحركون فيه طبقا لقرار لجنة المتابعة العربية، فاللجنة أعطت أربعة أشهر فى منتصفها يحدث إعادة تقييم للموقف فى 2 يوليو أو حول هذا التاريخ ، فهو طرح علينا سلسلة المواعيد التى سيتم من خلالها تحدث الفلسطينيين مع الأمريكيين" .
من جانبه قال عريقات إنه حضر للقاهرة بناء على تعليمات من الرئيس أبو مازن لاطلاع الأشقاء فى مصر على ما حدث فى الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة، مؤكدا على أن الدبلوماسية المصرية تبذل كل جهد ممكن، لمساندة الجانب الفلسطينى ليس فقط فى المحادثات مع الجانب الأمريكى، وإنما فى كل القضايا سواء ما يتعلق بالمصالحة الوطنية، أو فى المفاوضات أو علاقات فلسطين العربية والدولية، وقال عريقات "نحن نتحدث بلسان واحد وحدودنا واحدة ولا نتحدث بلغة شعارات وإنما بلغة مصالح، ومواقفنا مشتركة فيما يتعلق ضرورة التركيز على قضايا الحل النهائى المتعلقة بالقدس واللاجئين والحدود وقضايا الأمن، ونحن نتحدث الآن مع الجانب الأمريكى وليس مع الجانب الإسرائيلى".
وأعرب عريقات عن أسفه لمواقف إسرائيل المتعلقة باستمرار الاستيطان، وقال "للأسف بعد أن بدأت المحادثات بربع ساعة تقريبا مع جورج ميتشيل – المبعوث الأمريكى لعملية السلام فى الشرق الأوسط - أعلنت إسرائيل عن استئناف نشاطها الاستيطانى فى القدس الشرقية، ونحن ننتظر ردا أمريكيا على هذه الخطوة، والحكومة الإسرائيلية أمامها أن تختار ما بين ملف السلام أو الاستمرار فى الاستيطان، ولا يمكن أن تجمع بينهما".
وأكد عريقات على أنه ليس هناك حديث مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال "نحن ليس بيننا وبين الجانب الإسرائيلى محادثات، هناك طرف ثالث وهو الإدارة الأمريكية التى نقوم بالتحدث معها، وفقا لآليات ومواعيد متفق عليها، وأيضا الجانب الأمريكى على اتصال بالأشقاء فى مصر وعدد من الدول العربية، ونحن نأمل فى القريب من الإدارة الأمريكية أن توضح موقفها من الإجراءات الاستيطانية الإسرائيلية التى إن استمرت ستقوض جهد السلام الحالى".
وأشار عريقات إلى وجود فلسطينيين يعارضون المفاوضات، وقال "أدرك أن الشعب الفسطينى به من يعارض المفاوضات وهذا حق مشروع، كما أنه ينبغى أن يعلموا أننا لا نتحدث مع نتانياهو، ولكن نتحدث مع الإدارة الأمريكية، وإذا أرادت إسرائيل السلام فعليها وقف الاستيطان وأن تفى بمتطلبات هذا السلام، ونحن من جانبنا لا نقبل سلاما بأى ثمن، كما أنه ينبغى أن يعلم الجميع أن 95% من السلوك الإسرائيلى يجرى خارج غرف المفاوضات عبر وسائل الإعلام، ونحن لا نستطيع أن نقف حارسا على شفاه نتانياهو أو غيره، فله أن يقول ما يريد ونحن لا غير ملزمين به، فنحن نتمسك بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وحل مشكلة اللاجئين والإفراج عن كل المعتقلين الفلسطينيين".
أحمد أبو الغيط وزير الخارجية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة