أثارت تصريحات المفكر الإسلامى الدكتور"محمد سليم العوّا"، جدلاً حادًا بين أوساط المفكرين بعد أن أرجع فيها أسباب حوادث الفتن الطائفية المتكررة إلى قضية "وفاء قسطنطين"، و"مارى عبد الله" وأشار إلى أن الدولة المصرية انهزمت للمرة الأولى فى تاريخها أمام طغيان الكنيسة وجبروتها، فاختلف معه الباحث "نبيل عبد الفتاح" رئيس مركز تاريخ الأهرام الذى أكد أن قضية وفاء قسطنطين ومارى عبد الله ليست السبب الوحيد فى الأحداث الطائفية وقال"الحوادث الطائفية المتكررة لها أسباب أكثر عمقا حتى إنها بدأت منذ الأربعينيات من القرن الماضى بعد أن بدأ الاستبعاد السياسى للطبقة الوسطى من الأقباط وقل تمثيلهم البرلمانى فبدأ عدد كبير منهم الاتجاه إلى سلك الرهبنة.
ومن ناحية أخرى فإن قوانين الإصلاح الزراعى التى تم تطبيقها فى الخمسينات وحرمت العديد من الملاك الأقباط من أملاكهم ثم ظهور جماعة الإخوان المسلمين فى المعادلة السياسية والجماعات السلفية التى تنظر للأقباط بوصفهم أهل ذمة كل هذه العوامل تسببت فى حالات الاحتقان الطائفى المتكررة.
واختلف "عبد الفتاح" مع العوا وأكد أن الكنيسة هى التى انهزمت أمام الدولة وليس العكس وهو ما يدلّ عليه تصريحات آباء الكنيسة الأخيرة التى توافق الدولة فى كل ما تفعل حتى إنها تبارك التوريث مشيرا إلى أن قضية وفاء قسطنطين ومارى عبد الله تحتاج إلى إعادة النظر فيها لأنها تسببت فى الكثير من الإثارة السياسية لأن الأمر يتعلق بحرية العقيدة التى ينص عليها الدستور، كما ينص عليها القرآن أيضا وفقا لفتاوى الشيوخ المستنيرة مثل الشيخ محمود شلتوت.
لا يمكن أن نختزل المناخ الطائفى بمشكلاته المتكررة فى "وفاء قسطنطين ومارى عبد الله" هو ما قاله "جمال أسعد" فى بداية حديثه، مشيرا إلى أن القراءة الطائفية للتاريخ والخطاب الدينى الذى يتسم بالطائفية وكذلك نظام التعليم ووسائل الإعلام التى تشحن كل طرف ضد الآخر، كلها أسباب للفتن الطائفية.
واستكمل "أسعد" خطورة مشكلة "وفاء قسطنطين" و"مارى عبد الله" إنها تقع فى أزمة التحول الدينى والتى تكتسب شكلا اجتماعيا فكل طرف يعتبر أنه انهزم أو انتصر فى وجه الطرف الآخر، واتفق مع "العوا" فى أن الدولة انهزمت فى وجه الكنيسة بعد أن ركع النظام للكنيسة وسلّمها قسطنطين التى أعلنت عن إسلامها على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام ولم تعلن عن عودتها للمسيحية حتى الآن.
فيما أوضح المفكر القبطى الدكتور "رفيق حبيب" أن مشكلة وفاء قسطنطين ومارى عبد الله كان لها تأثيرا كبيرا على طبيعة العلاقة بين المسلمين والأقباط إلا إنها ليست السبب الوحيد فتلك القضية حدثت عام 2005 بينما بدأت المصادمات بين الطرفين فى السبعينات من القرن الماضى وتزايدت حدتها بعد أحداث الكشح التى حدثت فى التسعينيات، وأضاف "ولكن قضية مارى قسطنطين ووفاء عبد الله كشفت عن العلاقة الخطيرة بين الدولة والكنيسة والتى تحصل بموجبها الدولة على تأييد الكنيسة المطلق فى مواسم الانتخابات مقابل الحصول على بعض التنازلات من النظام، واستكمل "الكنيسة تستخدم أسلوب الشدة والمرونة فى مواجهة الدولة فالدولة تطلب منها حشد الأقباط لصالح مرشحيها وتقوم الكنيسة بلى ذراعها من أجل بعض المصالح مما يجعل الكنيسة محل انتقاد من منظمات أقباط المهجر.
موضوعات متعلقة
د. سليم العوا: يوسف زيدان لا يزدرى صرصارا فكيف يزدرى المسيحية؟..والدولة انهزمت فى مواجهة الكنيسة.. وأطالب الكنيسة بالإفراج عن "مارى عبد الله" و" وفاء قسطنطين"
مفكرون يردون على تصريحات سليم العوّا حول أسباب الاحتقان الطائفى : لا يمكن اختزال الفتنة فى "وفاء قسطنطين ومارى عبد الله" والطائفية لها جذور منذ الأربعينات
الإثنين، 10 مايو 2010 06:58 م
محمد سليم العوّا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة