خلق الله الإنسان وهداه إلى الطريق السليم فى التعامل مع ربه ونفسه وأخيه الإنسان، وفطر الله النفس البشرية على التعارف والتعاون بروح جماعية واجتماعية، فقرر سبحانه أنّ خلق الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا، ويأتينا فى هذا الزمان ألسنة شاذة وعقول فارغة وقلوب جاهلة أو متعمدة لتحرف الناس عن فطرتهم وتجعلهم وجدوا ليتعاركوا ويتقاتلوا ويحقد الأخ على أخيه فنحيى إثم قابيل بصور جديدة من هذا الزمان.
الأهلى والزمالك، الأبيض والأحمر تاريخ حافل وذكريات جميلة، عاشها المصريون والعرب وتابعوا هذين الكبيرين بالحب والمتعة والترفيه، يفسدها علينا اليوم قوم أعماهم الهوى ورجال على الهوا أو الصفحات يسمّون أنفسهم إعلاميون، لكن والله إنهم يُسمّون ويُسمّمون، نعم هم من يدس السم فى الرأى والكذب فى الرواية وسوء الظن فى النوايا.
إلى أهلنا فى مصر ومن فلسطين ارجعوا إلى رشدكم وعيشوا على فطرتكم وسجيتكم فيكم الأحمر والأبيض والأصفر..
فهذا التنوع سنة الله وجمال الحياة، واتركوا وانبذوا كل مثير للفتنة مشعل النار فى نفسه قبل غيره ليراه الناس، فطالما حيينا فالتنوع والاختلاف معنا، لكنه أبدا لا يقود إلى خلاف أو قطيعة، وبالله عليكم أى جسد يحيا إن أراد القلب أن يبيّض الدم أو أراد الدم أن يحمرّ القلب، وطالما كان القلب أبيض (كما يقولون ) كان الدم سليما وأحمر، وإن مرض القلب أو تعكر الدم فالاثنين خاسرين وحصيلتهما خراب الجسد.
ليس الأهلى والزمالك من قضايا الشعب المصرى المصيرية، ولا يجوز أن تأخذ من حياته أكثر مما تستحق لتكون مخدرا وغطاءا على ويلات وهموم شعب كما يريدها البعض، لكن أيضا أنا مع أن الكرة اليوم جزء من حياتنا ومكونات معيشتنا، فهى دعوة للمصريين أولا أن عيشوا ما عاشه آباءكم وعيشوا على فطرتكم وأعطوا لكل شىء حقه، وانبذوا منكم من يستغل تكنولوجيا العصر ومنابره للشتم والقذف وتأجيج العصبية بلا داع ولا وجه حق.
وكل التحية لإعلاميين حق وأصحاب كلمة حقّة وقلم حق، فيه التعقل والموضوعية والوسطية بلا إفراط أو تفريط.
