يبدأ مبارياته فائزاً 1/ صفر!
إبراهيم ربيع يكتب: الأهلى أستاذ فى الإرادة
الإثنين، 10 مايو 2010 01:57 ممشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو أسقطنا من حساباتنا النهائى الذى جمعه مع النجم الساحلى التونسى.. نستطيع أن نقرر حقيقة أن الأهلى معلم وأستاذ الإرادة فى الكرة المصرية وهى إرادة لا تلين ولا يصيبها الوهن وهى فى أحلك الظروف أو حتى وهى ترى بأعينها أن اليأس حاضر ومتحفز لالتهام هذه الإرادة والإجهاز عليها، والأيام القليلة الماضية خير شاهد على ذلك من واقع هدفين دخلا التاريخ أحدهما لمحمد بركات فى مرمى الزمالك والآخر لشهاب الدين فى مرمى الاتحاد الليبى، والاثنان كانا على بعد دقيقتين من كارثة مروعة.
ما فعله الأهلى عادة قديمة تاريخية وليست وليدة الحاضر حتى تخيلنا أنه يبدأ أى مباراة وهو فائز بهدف مضمون فى الثوانى الأخيرة من فرط إحساسه بالخطر والمسئولية الأدبية أمام جيشه الجرار من الجمهور.
هذه المسئولية التى تولد فيه طاقات غير طبيعية فى المراحل الأخيرة من المباريات لا تخرج منه فى المراحل الأخرى منها.. فى دقائق ترى الهجوم التقليدى يتحول إلى طوفان أو ترى جيشا خرج من استحكاماته الدفاعية لتنفيذ اجتياح هجومى فى أرض الخصم يستخدم فيه كل الأسلحة.. ولم يكن غريبا أن يقول أحد نجوم الزمالك القدامى الكبار أنك لا تضمن الفوز الذى حققته على الأهلى إلا بعد أن تذهب إلى البيت وتسمع بنفسك وترى بعينك خبرا فى النشرة الرسمية الساعة التاسعة مساء يقول إن الأهلى انهزم..
دائما، ما سمعنا وقرأنا ونحن صغار عن البواسل الذين يقاتلون إلى آخر قطرة من دمائهم وعن المبدعين المتميزين الذين يبدعون حتى آخر لحظة من حياتهم.. وعن الموظف المخلص الذى يعمل إلى آخر قطرة من العرق يفرزها جسمه.. وفى كرة القدم أخذ الأهلى هذه الشعارات وحولها إلى عقيدة اللعب حتى آخر دقيقة والفوز حتى آخر ثانية.
وأيضا ما قدمه الأهلى درس فى المثابرة لتغيير الواقع.. فعلى مدار أكثر من 65 دقيقة كان الواقع مؤلماً.. لا أمل فى اختراق حائط أسمنتى من الدفاعات الليبية مدربة بجدية ودقة على مواجهة أشكال وألوان الحلول الهجومية التى يمكن أن يستخدمها الأهلى.. لكن لا استسلام.. المثابرة والبحث عن حلول مستمر ومتفاعل بين اللاعبين فى الملعب وبين أفراد الجهاز الفنى على الدكة.. لأنه لا يصح إذا نظرت إلى المدرجات المكتظة أو تخيلت صالونات البيوت وشاشات المقاهى أن يعود الأهلى إلى سكناته بدون تنفيذ المهمة.. إنها فى حكم المتعود على الانتصار كارثة.. وإنها بحكم الظروف والاهتمام الشعبى المتناهى كارثة مروعة.. والمثابرة وتوقد الذهن وصلابة الإرادة صمدت واستمرت ووجدت حلولا ونجحت بالثلاثة.
و من حسن الحظ أن الفريق الليبى اختار فقط أن يحمى هدفيه فى المباراة الأولى.. اتخذ قرارا منذ أن فاز فى ليبيا أن يحافظ على الهدفين فى القاهرة فليس له ناقة ولا جمل بإقامة حوار فى الملعب مع فريق مثل الأهلى له حجة فنية عالية فى الحوارات ويكسب دائما فى المناظرات.. ولن تستطيع أن تغلبه إلا إذا هو انخدع وأساء التفكير والتقدير.. لقد خاف المدرب الصربى من الأهلى حتى بعد أن كسب بهدفين لأنه يعرف أن الاتحاد لم يكسب بل عجائب فريق الأهلى هى التى هزمته فى الدفاع والهجوم.. وأقول من حسن الحظ أن مدرب الاتحاد كان جبانا ولم ينشئ حوارا مع الأهلى ربما كان يفلت به بهدف.. وقاده الجبن إلى أن يلعب بطريقة
9 / 1.. ولا يصل أبدا إلى الجهة الأخرى من الملعب.. ومهما كان عنفوان دفاعه يستحيل أن يتحمل الطرق الدائم عليه.. وقد طرقت إرادة الأهلى الحديد وكسرته.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة