إذا كان الجوع هو حال المصريين على مر العصور فكيف بنوا الحضارة التى مازال يحتار أمامها العالم؟ وكيف قهروا الأعداء على مر العصور؟ سؤال أوجهه إلى د.نيفين شكرى التى علقت على مقالى المنشور بموقع اليوم السابع عن حال المصريين بعنوان "عندما هُنّا" والتى أكدت فى تعليقها أن الشعب المصرى عاش طول الدهر فى الفقر والجوع والذل والمهانة، ولا أدرى من أين أتت بهذا الكلام هل هى متخصصة فى تاريخ فقر الشعوب أو حاصلة على دكتوراه فى علم أصول الجوع أم أنه دفاع واهٍ عن الحزب الحاكم ومحاولة التخلص من التهم الموجهة إليه بتشويه تاريخ المصريين وسبهم والتقليل من شأنهم على مر العصور.
وأقول لها حتى وأن كان رأيك صحيحا وهو غير ذلك فهل هذا مبرر للحزب الوطنى من أجل تجويع وإذلال الشعب المصرى طالما طول عمره جعان وواخد على الفقر والجوع والذل والقهر.
وأقول لها إن حزبك الحاكم لم يكتف بما كان عليه المصرى على مر العصور على حد ادعائك بل إنه ذو نجم ساطع وشمس لا تغيب وقدرات لم يصل إليها سابقوه فآثر أن يزيد هذا الشعب إذلالا وتنكيلا وإمعانا فأراد له التمتع بالأمان فحكمه بقانون الطوارئ وسجن كل من تسول له نفسه أن يرفع رأسه أو يفتح فمه ليجد من يخرسه ويدوس على رأسه، وأراد له الاستقرار فشتت شمل أبنائه فصاروا يتسولون فى بلاد الله لخلق الله، وأراد له الخير فزرع أرضه ببذور السرطان فأصبحت لا تنبت إلا محاصيل مهرمنة ومسرطنة وأمراضا لم يسمع عنها المصرى على مر التاريخ واسألى مستوردى المبيدات والكيماويات المسرطنة، وعندما أصابه السرطان والالتهاب الكبدى وأمراض الكلى والسكر فتح له المستشفيات ليموت فيها بغير علاج وإذا طلب قرارات علاج على نفقة الدولة سرقوا حقه وأعطوه لمن؟! للوزراء وعائلاتهم والنواب وألاضيشهم، وإذا تم علاجه استوردوا له علاجا دون مواد فعالة وقرب دم فاسدة ودم ملوث بالإيدز، وإذا شفى سرقوا منه كلاه وكبده ليعيشوا هم بأحشائه ويموت هو ولا يجد الكفن.
ولما أراد أن يأكل حرموه من الزاد وجلبوا له زبالة الشعوب من القمح الفاسد خبزوا له رغيف خبز بالصراصير والرمل ورفعوا أسعار السكر لأنه يسبب مرضا خطيرا ومنعوا عنه الزيت لأنه يسبب الكوليسترول وحرموه من اللحمة مع أنه لا يراها إلا فى المواسم والأعياد ورفعوا أسعار البنزين والجاز وسرقوا الغاز وباعوه لأعدائه، وعندما أراد أن يبنى حجرات تحميه من العراء حرموه من تسليحه بالحديد وأعطوه لإسرائيل لتبنى الجدار العازل، وعندما أراد أن يزرع أرضه لم يجد الماء ليزرعها فمات من الجوع.
وبقى حكامه ونوابه يمرحون ويتمتعون ويكنزون ويبنون القصور والقرى السياحية وينفقون الملايين على حفلاتهم وأفراحهم بينما الشعب المسكين يدور شبابه بالشوارع فاقد الوعى متمنيا الخلاص من حياة بلا أمل فى عمل وزوجة وسكن وعيشة مثل باقى خلق الله، بينما رجال حزبك يركبون السيارات الفارهة ذات الزجاج الأسود والستائر البيضاء ولا يشعرون بما أصاب الشباب المسكين وينظرون إليه من نوافذهم ويقولون جتكم مصيبة مليتم البلد!
فأين الحرية والأمان والاستقرار الذى تدعين أننا نحيا بها أم أنك وحدك التى تشعرين بها وإن كان على حرية النشر فى الصحف والمواقع وأنه نموذج للحرية فهو غير مؤثر على حزبك أو على الشعب المسكين الذى لا عدو له بعد إسرائيل إلا حكوماته ونوابه آكلى لحومه نيئة.
وكيف تجرئين على أن تقولى إن الشعب عايش عيشة ما يحلمش بها جدوده أعتقد أن أجدادك مش مصريين لأنك صديقة النظام والحزب وعدوة للشعب الذى تتهميه فى تاريخه وتصميه بعار الذل والخضوع والفقر على مر العصور من أجل الدفاع عن حزبك عدو الشعب، وتتبرئين أن تكونى من الجياع عبر التاريخ، وتنفين عن نفسك تهمة أن تكونى مصرية وأن أجدادك يحملون صفات هذا الشعب الوراثية والتى يسرى فى دمائها شرف الجوع،
واسالى نواب المجلسين غير الموقرين وحرامية المحليات وقرارات العلاج على نفقة الدولة ولأباطرة وسماسرة الأراضى وحيتان الحديد والأسمنت وحرامية الوزارات والقطاعات وأموال بيع القطاع العام وكلهم من حزبك صاحب أعظم شعار نصب على الشعب فى التاريخ "أنا خير من يمثلكم ويمثل بكم ويمثل عليكم"، فارحمى شعبا يطالب برغيف عيش وحتة جبنة بالزيت وبالسم الهارى وكلى أنت وحزبك كل الحاجات الحلوة اللى أحنا ما نعرفش اسمها وبألف هنا.