اختارت إدارة مهرجان أبوظبى السينمائى مارى-بيير ماسيا منسقة للبرامج السينمائية والمنتجة التى تتمتع بشهرة عالمية للإشراف على صندوق "سند" الذى أطلقه المهرجان مؤخراً لدعم صانعى الأفلام فى العالم العربى وتمويل أعمالهم فى مرحلة التطوير ومرحلة الإنتاج النهائية.
وأكد بيتر سكارليت المدير التنفيذى لمهرجان أبوظبى السينمائى أن مارى-بيير تتميز خلال مسيرتها بكفاءتها على الصعيد المهنى الفكرى إضافة إلى مكانتها الدولية وصلاتها المتينة بالمجتمع السينمائى العربى، وأن اختيارها لتولى إدارة صندوق "سند" جاء من أجل أن يصبح واحداً من أهم المصادر فى المنطقة لدعم صناع الأفلام، وأنه لمن دواعى سروره أن يختارها للعمل معه حيث سبق وعملا معاً على مدار عدة سنوات فى "سان فرانسيسكو".
تحمل مارى-بيير ماسيا الجزائرية الأصل رصيداً كبيراً فى مجالى البرمجة والإنتاج، وكانت قد انتقلت إثر عملها فى سان فرانسيسكو لترأس تظاهرة "أسبوعَى المخرجين" فى مهرجان كان السينمائى حيث سلطت الضوء على أولى الأفلام الطويلة لمخرجين معروفين مثل صوفيا كوبولا ومحمد صالح هارون وكارلوس ريغاداس وستيفن دالدرى، إلى جانب أعمال لرواد "الموجة الرومانية الجديدة" مثل كريستى بيويو وكرستيان مونغيو وكورنيليوس بورومبيويو، أما الجهود التى تبذلها منذ أمد بعيد لدعم السينما الشرق أوسطية، فنسوق عنها مثالاً كونها أول من وضع أعمال المخرج الفلسطينى إيليا سليمان تحت دائرة الضوء أمام المشاهد الأوروبى.
وكانت ماسيا انتقلت مؤخراً للعمل فى الإنتاج وفى أعمال مثل "هوكد" (رومانيا، 2007) الحاصل على جوائز فى مهرجانات عديدة، وأحدث أعمال المخرج الهنغارى المحنك بيلا تار إضافة إلى عملها فى إنتاج أعمال المخرجين الفلسطينيين كمال الجعفرى وإيهاب جاد الله.
اضطلعت ماسيا كذلك منذ العام 2006 بمهام المدير الفنى لمنتدى "كروس رودز" للإنتاج المشترك الذى يقام ضمن إطار مهرجان ثيسالونيكى السينمائى الدولى، حيث تستقطب أفلاماً مازالت قيد التطوير وتجمع أصحابها بأبرز الخبراء فى الحقل السينمائى والمشترين والموزعين والممولين ووكلاء المبيعات من كافة بلدان العالم.
من جانبها، تقول مارى-بيير ماسيا: "يستجيب مهرجان أبوظبى السينمائى من خلال إطلاقه هذا الصندوق للاحتياجات الأساسية فى عالم السينما العربية، ويسرنى أن أجمع خبرتى المهنية وأصولى الشخصية وأكرسهما لدعم صانعى الأفلام الموهوبين وأحمل على عاتقى مهمة مهرجان أبوظبى السينمائى برعاية ثقافة سينمائية حيوية فى المنطقة".
أبدى عالم السينما اهتماماً كبيراً وحماسة تجاه إطلاق "سند" الذى تم الإعلان عنه فى 21 إبريل 2010. وقد تلقى مهرجان أبوظبى السينمائى الدولى فى أقل من أسبوعين خمسة طلبات حتى الآن والعديد من الاستفسارات عن مزيد من المشاريع، وهو ما يؤكد الحاجة لمثل هذه المبادرات فى العالم العربى، وسيخصص "سند" فى كل عام 500,000 دولار أمريكى فى هيئة منح إلى صانعى الأفلام البارزين فى المنطقة لتمويل أعمالهم فى مرحلة التطوير ومرحلة الإنتاج النهائية.
وحول هذا المشروع قال عيسى سيف راشد المزروعى مدير مشروع المهرجان: "كانت ردود الأفعال التى تلقيناها استثنائية، وهو ما يبرز القدرة الكبيرة التى يمتلكها صندوق تمويل مثل "سند" على دعم صانعى الأفلام. دوراً حيوياً فى تشييد صناعة سينمائية على أركان متينة".
ومن المقرر أن يقدم بيتر سكارليت ومارى-بيير ماسيا يوم فى التاسعة من صباح الجمعة المقبل ندوة أمام شبكة المنتجين فى مهرجان كان السينمائى وذلك لتوسيع نطاق التعريف بصندوق التمويل "سند" على المستوى الدولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة