علم اليوم السابع من مصادر دبلوماسية مصرية فى لبنان أن السفارة المصرية فى بيروت طالبت القيادات الأمنية اللبنانية بكشف تفاصيل ما حدث فى قضية التمثيل بجثة المواطن المصرى محمد سليم مسلّم من جانب أهالى بلدة "كترمايا" بعد اتهامه بقتل أسرة مكونة من أربعة أفراد.
طالبت السفارة معرفة الأسباب التى دفعت الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى اصطحاب مسلم إلى مكان الحادث لتمثيله، رغم مرور 24 ساعة فقط على وقوعه.
من جهة أخرى، تباينت ردود أفعال وسائل الإعلام اللبنانية حول الحادث، فبرغم إجماعهم حول بشاعة ما ارتكبه مسلم بقتله أسرة لبنانية لرفضهم زواجه من ابنته، إلا أنهم أكدوا بشاعة واقعه قتله الجماعية والتمثيل بجثته.
وأشارت صحيفة المستقبل إلى أن جريمة القتل الرباعية التى ارتكبها المصرى محمد سليم مسلّم فى بلدة كترمايا وذهب ضحيتها يوسف أبو مرعى وزوجته كوثر وحفيدتيهما آمنة (7 سنوات) وزينة الروّاس (9 سنوات)، شكلت صدمة لأهالى البلدة الذين عمدوا إلى الانتقام فوراً من القاتل، بعد مرور ساعات على الجريمة فقتلوه وطافوا به أرجاء البلدة ثم علقوه على أحد أعمدة الكهرباء.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الداخلية اللبنانى زياد بارود طلب إجراء تحقيق فورى وبيان مكامن الخلل فى تقدير الموقف والمسئولين عن ذلك لاتخاذ التدبير المناسب، واستدعى أمس كلا من المدير العام لقوى الأمن الداخلى، اللواء أشرف ريفى، وقائد الشرطة القضائية، العميد أنور يحيى وقائد الدرك العميد أنطوان شكور، واطلع منهم على تفاصيل ما جرى، وطلب من المفتش العام لقوى الأمن الداخلى العميد سيمون حداد المباشرة بإجراء تحقيق فورى، كما أجرى بارود اتصالاً بالنائب العام التمييزى القاضى سعيد ميرزا، مدينا بشدة الجريمة الشنيعة، مبديا تفهمه لغضب الأهالى ووجعهم، إلا أنه أسف أن يتم استيفاء الحق بغير الطرق القضائية وقبل الانتهاء من كشف كامل ملابسات الجريمة، خصوصا أن المشتبه به كان أوقف لدى القوى الأمنية فى أقل من 24 ساعة من حصولها، وأن التحقيقات كانت جارية معه بإشراف القضاء، معتبرا أنه من الخطير جدا أن نستسهل إحقاق العدالة بهذه الصورة.
ونقلت المستقبل عن منسق عام تيار المستقبل فى محافظة جبل لبنان الجنوبى بسام عبد الملك قوله،إن ما جرى لا يمكن وصفه وكان قاسياً جداً على أبناء البلدة الذين قاموا برد فعل على الجريمة، محمّلاً الأجهزة الأمنية التقصير.
كما نقلت صحيفة السفير استنكار الحزب التقدمى الاشتراكى فى بيان «الجريمة المشينة التى حصلت فى بلدة كترمايا أمس، وراحت ضحيتها عائلة بريئة». كما استنكر «التصرف الذى حصل وتم خلاله الاقتصاص من الجانى، بينما كان من المطلوب الاحتكام حصراً للعدالة والقبول بأحكامها»، مشيراً إلى أن الانتقام الذى حصل برغم هول وفداحة الجريمة المستنكرة قتل الأربعة من آل أبو مرعى بكل الأشكال، هو عمل مرفوض، لا سيما أن الجانى كان فى عهدة القوى الأمنية، مما يتطلب فتح تحقيق فورى لتحديد المسئوليات المسلكية والإدارية عما حدث.
أما صحيفة الأخبار اللبنانية المحسوبة على حزب الله فقالت، إن وحشية الجريمة الثانية غطت على قتل طفلتين وعجوزين، بسبب سوء تقدير لدى المسئولين، موضحة أن أبناء البلدة الغاضبين أخذوا دور القضاء وثأروا بهمجية من المشتبه فى ارتكابه الجريمة.
المواطن المصرى محمد سليم مسلم، انتزعوه بالقوّة من عناصر الدورية التى كان يرأسها آمر فصيلة درك شحيم الملازم الأول هشام حامد وأشبعوه ضرباً وركلاً وطعناً بالآلات الحادّة.
أشارت الأخبار إلى نفى وزير العدل إبراهيم نجّار فى اتصال مع «الأخبار» أن يكون النائب العام الاستئنافى كلود كرم قد أعطى توجيهاته إلى القوى الأمنية بنقل المواطن المصرى من مكان توقيفه تحت أى ذريعة كانت، وهو ما دفع الصحيفة إلى الحديث عن تحميل الأمن اللبنانى مسئولية ما حدث للمواطن المصرى.
استنفار بالسفارة المصرية فى لبنان لمعرفة ملابسات مقتل مصرى والتمثيل بجثته رداً على قتله 4 لبنانينن.. والصحافة اللبنانية تجمع على بشاعة الحادث
السبت، 01 مايو 2010 07:52 ص