أكرم القصاص يكتب: من حقنا أن نغضب من قتل محمد مسالم فى لبنان مع وضع ملابسات الحادث فى الاعتبار وألا نحمل اللبنانيين مسئولية تصرفات غوغاء غاضبين

السبت، 01 مايو 2010 12:37 ص
أكرم القصاص يكتب: من حقنا أن نغضب من قتل محمد مسالم فى لبنان مع وضع ملابسات الحادث فى الاعتبار وألا نحمل اللبنانيين مسئولية تصرفات غوغاء غاضبين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



بقدر ما بدا حادث قتل مصرى على يد لبنانيين فى قرية كترميا بالجنوب عملا غوغائيا يفتقد للإنسانية، بقدر ما سارع البعض ليطالبوا بردود أفعال لا تقل غوغائية، بل ورأينا من يدعوا إلى الانتقام، ويعتبر الحادث عدوانا على السيادة المصرية، دون النظر إلى ملابساته، وكأننا أمام مباراة أخرى فى كرة القدم تشعل حربا مع لبنان مع أن كثيرا من اللبنانيين أعلنوا رفضهم للحادث البشع.

نعم لقد كان هجوم أهالى قرية كترميا اللبنانية على المصرى محمد مسالم غوغائيا ومثيرا للدهشة عنيفا.

القتيل المصرى مشتبه فيه بقتل المسنين يوسف وكوثر أبو مرعى، والطفلتين آمنة وزينة الرواس، الذين قتلوا بطريقة بشعة طعنا بالسلاح الأبيض، وقالوا إنه اعترف وكان فى طريقه لتمثيل الجريمة، كان الطبيعى انتظار حكم القضاء وتأكيد الاتهام وليس قتل المتهم والطواف بجثته وإطلاق نار وصرخات وغضب وتصفيق وهتافات، القتيل متهم لم تثبت عليه التهمة.

بعض ردود الأفعال لدى المصريين كانت أقرب للدعوة لشن حرب مع تحميل الخارجية المسئولية عن مقتل الرجل دون الالتفات إلى ملابسات الحادث التى جعلت من القتيل المصرى مشتبها به فى قتل لبنانيين، الشاب مقيم فى لبنان ووالدته متزوجة من لبنانى، وهو أقرب لكونه مواطن لبنانى، ثم أنه متهم باغتصاب طفلة، وقتل عجوزين وحفديتيهما، وهى اتهامات وإن لم تثبت نهائيا لكن وجوده فى مرمى الجمهور الغاضب، كما قالت المصادر كان لتمثيل جريمته التى قالوا، إنه اعترف بها وجود ظلال للاتهام لا تعطى أهالى القرية الغاضبين الحق فى اختطاف متهم وقتله والتمثيل بجثته قبل انتظار حكم القضاء، لكنها ملابسات من شأنها أن تدعو للتفكير فى أن مثل هذا الهجوم الغوغائى كان من الممكن أن يحدث لو كان المشتبه به لبنانى، ونحن كثيرا ما نرى مثل هذه الأحداث عندنا فى حوادث جنائية وطائفية، وثأرية، لعل أقربها حادث الحجيرات الذى تم فيه اغتيال معزين داخل سرادق عزاء.

لا يمكن تبرير مافعله أهالى قرية كترميا، ضد محمد مسالم، مهما كان غضبهم من مقتل عجوزين وطفلتين، واتهام محمد مسالم فقد كان مشهد التمثيل بجثته يتنافى من أبسط مبادىء الإنسانية، ربما زاد من تعقيد الأمر تزامن الحادث مع صدور أحكام محكمة أمن الدولة ضد تنظيم حزب الله وكون قرية كترميا تقع فى الجنوب وهو ما دفع البعض إلى الإسراع بالربط بين الحدثين بصورة استسهالية وتجاهل النظر لملابسات الحادث ووجدنا من يدعو إلى انتقام من قتلة المصرى أو اعتبروا الأمر تقاعسا من الحكومة أو امتدادا لإهمال الخارجية المصرية للمواطنين فى الخارج وتركهم يواجهون مصيرهم.

ومع عدم تجاهل الاتهامات إلى الخارجية بالتقاعس فى مساندة المصريين فى الخارج، من الصعب لوم الخارجية على حادث جرى ضد مواطن أقرب للبنانيين وكان يمكن أن يحدث ضد مواطن لبنانى، وفى لبنان أدانت قوى سياسية عديدة الحادث واتهمت الشرطة ونواب بالبرلمان اللبنانى، واتهمتهم بأنهم تقاعسوا فى حماية المواطن وسلمه رجال الشرطة للمواطنين ليقتلوه ويمثلوا بجثته.

وحتى لا تفلت الأمور يفترض أن تسعى السلطات اللبنانية لإجراء تحقيق محايد، لتقديم المسئولين عن قتل متهم والتمثيل بجثته، وأيضا لإعلان مسئولية القتيل عن الجرائم المنسوبة إليه، لأن عدم وجود تحقيق محايد يمكن أن يلقى بالشك حول إدانة متهم قتل بالفعل وعوقب على جريمة لم تثبت فى حقه.

من حقنا أن نغضب لكن مع وضع ملابسات الحادث فى الاعتبار وألا نحمل اللبنانيين مسئولية تصرفات غوغاء غاضبين، مثلما لا يمكن تحميل المصريين المسئولية عن جرائم يرتكبها مصرى فى الخارج، فإذا كنا ندين قتل متهم والتمثيل بجثته فهذا يعنى أننا نبحث عن العدالة فهل يمكن تحقيق العدالة بالانتقام؟


موضوعات متعلقة..

◄ مدير عام قوى الأمن اللبنانى يكشف عن معاقبة ضباط فى حادث مقتل مصرى بقرية كترمايا.. وحملة إلكترونية تهاجم التراخى الأمنى وتدين الحادث
◄ أسرة مسالم توكّـل لبنانية لإنهاء إجراءات تسلم جثمانه
◄ LBC تتهم نائبا لبنانيا بالتحريض على قتل "مسالم "
◄ "الخارجية" تدين التمثيل بجثة "مسالم" فى لبنان
◄ الجيش يداهم منازل كترمايا بحثاً عن قتلة "مسالم"
◄ اليوم السابع يحصل على تفاصيل جديدة من قرائه حول التمثيل بجثة الشاب المصرى المقتول بلبنان.. والصحف الإسرائيلية تثير القضية وتربطها بأحكام "خلية حزب الله"
◄ استنفار بـ"الخارجية"بعد التمثيل بجثة مصرى بلبنان






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة