أكدت سحر السلاب، سيدة الأعمال ومستشار وزير التجارة والصناعة لشئون تنمية التجارة الداخلية، أن السوق بها العديد من الممارسات الاحتكارية تقوم بها بعض الشركات، مشيرة إلى أن قطاع التجارة الداخلية يقف بجانب التجار دائما ولم يتخل عنهم على الإطلاق، وأضافت فى حوارها مع «اليوم السابع» أن القطاع لم يعط حافزا لتمييز المستثمر المصرى عن الأجنبى، وأعربت عن سعادتها بالعمل مع المهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة، مؤكدة أن رجال الأعمال هم المسيطرون على البيزنس فى مصر. فى الوقت نفسه أشارت إلى أن البرادعى رجل ناجح ومن حقه الترشح للرئاسة، ورفضت قرار منع تولى المرأة قاضية وإلى نص الحوار:
نبدأ بالحدث الأخير وهو فوزك ضمن أقوى 5 سيدات أعمال على مستوى العالم، كيف استقبلتِ هذا الخبر، خاصة أن التكريم جاء من دولة أخرى وليست مصر؟
- أنا فخورة جدا بهذا التكريم سواء كان من مصر أو من أى دولة عربية شقيقة مثل الكويت، خاصة أننى لم أعمل بها على الإطلاق، حيث كان مفاجأة بالنسبة لى أن يتم اختيارى ضمن أقوى سيدات الأعمال مع صديقتى العزيزة نيفين الطاهرى المصرية، التى تستحق هى الأخرى هذا التكريم.
هل تتفقين معى أن هذا التكريم جاء إنصافا لسيدات الأعمال المصريات؟
- لابد أن يعلم الجميع أن المرأة المصرية قادرة على النجاح مهما روج البعض غير ذلك، فمنذ بدايتى وأنا أعمل فى المجال المصرفى، وهو قطاع ملىء برجال الأعمال ولكن قليلا جدا أن تجدى امرأة، وكان دائما تتم مقارنتى برجال الأعمال المصرفيين فى مصر، وهذا شىء يسعدنى ويثبت أن المرأه قادرة على العمل.
كيف يمكن أن تنجح سيدة الأعمال فى ظل سيطرة رجال الأعمال على البيزنس فى مصر؟
- رجال الأعمال مسيطرون بقوة ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، والمرأة المصرية لكى تستطيع أن تنجح عليها مضاعفة جهدها لتصل إلى النجاح الذى ينجحه الرجل رغم أنه يبذل نصف مجهودها، وأنا كسيدة أعمال سأدخل المجال الاقتصادى جنبا إلى جنب مع الرجل، فرجال الأعمال يسيطرون على السوق، فنحن مجتمع ذكورى فى كل شىء، فمنذ تشجيع الدولة للاستثمار والبنوك تعطى كامل تدعيمها لرجال الأعمال وتقف بجانبهم وليس لسيدات الأعمال اللاتى يقتصر دورهن على أنهن جزء من العائلة، أو موظفات فى المؤسسة أو مجلس الإدارة، وليس لهن دور فعال فى امتلاك شركة أو إدارتها.
وكيف يستطيع القطاع المصرفى أن يساعد سيدات الأعمال؟
- هذا يمكن أن يتم عن طريق تشجيع المشاريع الناجحة التى يمكن أن تطرحها المرأة، ولابد أن تفكر المرأة فى مشروعات توائم اقتصاديات البلد، مثلما يفعل رجال الأعمال، مع إثبات جديتها وشفافيتها للمعلومات فى المستقبل.
ما أسباب استقالتك من البنك التجارى الدولى؟
- أنا تركت البنك حتى أتولى منصبى بوزارة التجارة والصناعة.
هل تم ترشيحك من المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة؟
- نعم المهندس رشيد هو الذى رشحنى وأخذنى فى وقت صعب كنت أمر فيه بأزمة بعد أن فقدت ابنى الكبير، وقال لى بالنص «انزلى اشتغلى وأنا عايزك معايا فى صفحة جديدة من التجارة الداخلية».
وكيف استطعت العمل بالوزارة خاصة أنها من المجالات المختلفة تماما عن القطاع المصرفى؟
- المهندس رشيد علمنى كثيرا وأيضا الدكتورة سميحة فوزى، مستشارة الوزير، التى أكن لها كل الاحترام والتقدير، ساعدتنى على ذلك، وكان التحدى الأول بالنسبة لى هو النجاح فى إنشاء جهاز خاص للتجارة الداخلية.
ما أهم المعوقات التى تعوق العمل فى قطاع التجارة الداخلية؟
- الحصول على الأراضى المناسبة خاصة فى المحافظات، والتى يصعب إيجادها، حيث كنت أذهب إلى وزارة الإسكان للبحث عن الأراضى، فهناك 10 محافظات ومدن على الأقل لا توجد بها أراض للبيع، منها الدقهلية وطنطا والمنيا وأسيوط والأقصر والإسماعيلية وبورسعيد وبنى سويف، أيضا إيجاد استراتيجية قوية نستطيع من خلالها تطوير القطاع ككل، والعائق الأكبر والأساسى هو المحليات التى تعتبر من أهم المشاكل فى مصر، حيث يجب الاستغناء عنها نهائيا وتشكيل مجموعات صغيرة السن على مستوى تعليمى عال تدير هذه المنظومة، فعمل هذه المحليات يكمن فى التعقيدات والعراقيل لإصدار التراخيص اللازمة.
هناك اتهام للقطاع بأنه يهتم بتطوير التجارة الداخلية فى القاهرة والإسكندرية فقط؟
- بالعكس تماما، فنحن نعمل فى 29 محافظة لبناء منظومة تجارة داخلية على مستوى المحافظات، كلها تسمح للشباب بالعمل داخل محافظاتهم بدلا من الهجرة العكسية إلى القاهرة الكبرى.
هل هناك حوافز للمستثمرين المصريين عن الأجانب للاستثمار فى التجارة الداخلية؟
- لا يوجد فرق أو حوافز لمستثمر على حساب الآخر، فلو أعطت كل دولة حوافز لمستثمريها تميزهم عن الأجانب، فما الميزة التى سيحصل عليها المستثمر الأجنبى، الحافز يعطى للمستثمر الجاد سواء كان مصريا أو أجنبيا.
تردد كثيرا أن أسواق «اليوم الواحد» التى ظهرت بقوة فى المحافظات أثبتت فشلها، ما تعليقك؟
- أسواق اليوم الواحد تجربة لابد أن نعطيها وقتها حتى نستطيع أن نحكم عليها.
ما الذى ينقصها؟
- ينقصها أن تكون لها لجنة متخصصة تشرف على هذه الأسواق الموجودة، وتعمل على تطويرها.
هل أنت من المؤيدين لنظام الخصخصة وكيفية تطبيقه أم لا؟
- الخصخصة كانت من أفضل الأنظمة الاقتصادية لو تم تطبيقها بطريقة صحيحة، ولكن لابد أن تحتفظ الدولة بقطاعات محددة مثل السكة الحديد وقطاع مياه الشرب والكهرباء، أما أى شىء آخر فلابد من خصخصته لجلب المستثمرين ورءوس المال العالمى.
هل تتفقين معى أن هناك احتكارا فى السوق المحلية من قبل شركات للعديد من السلع الاستراتيجية؟
- نعم هناك احتكار من شركات تمارس سيطرتها على السوق المحلية، بل تقوم أيضا بممارسات خاطئة مثل الإغراق فى العديد من السلع التى تضر بالسوق المحلية، ودائما تنتابنى حالة من الاستغراب حول هذه الممارسات ولماذا تتم فى السوق المصرية بهذا الشكل.
أخيرا كيف ترين مستقبل مصر فى ظل الحراك السياسى الموجود الآن؟
- كل دولة فى العالم لابد أن تكون فيها فترة انتقالية، سواء فى السياسة أو المجتمع أو الاقتصاد، لكن لابد أن يكون هناك هدوء فى الدولة فى ظل هذا الحراك.
كيف ترين محمد البرادعى؟
- البرادعى رجل عظيم وأثبت نجاحه وبامتياز، وفى الفترة الماضية وأثناء عمله بالخارج أصبح رجلا عالميا يتحدث إلى أى رئيس جمهورية مثل رؤساء الجمهوريات.
ما موقفك من قرار مجلس الدولة بعدم تعيين المرأة قاضية؟
- كان قرارا مفاجئا بالنسبة لى، ففى الوقت الذى تتقدم فيه مصر إلى الأمام تظهر عقبات تشوش على هذا التقدم، حيث يجب أن تأخذ المرأة فرصتها، ويتم الرفض بعد ذلك إذا أثبتت عدم كفاءتها أو فشلت فى هذا الأمر.
هل يمكن أن تتقدمى بترشيحك للرئاسة فى حالة تعديل القوانين خاصة بعد اختيارك ضمن أقوى سيدات الأعمال على مستوى العالم؟
- بحده شديدة.. «لا تعليق» وأرفض الإجابة نهائيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة