لا يتعامل بلد فى العالم مع أرواح مواطنيه، كما تتعامل حكومتنا الرشيدة معنا، فالدم المصرى أصبح رخيصا على مسئولى النظام، وخير دليل على ذلك الكوارث التى أصابت مصر منذ مطلع الثمانينات وحتى الآن، وخاصة فى فترة تولى حكومة نظيف الوزارة.
فلا يمر عام إلا ونجد الإهمال الحكومى يغتال عشرات الأرواح من هذا الشعب، فها هو قطار الصعيد يقتل فرحة آلاف الأسر المصرية بالعيد عام 2002، ويكسو منازلهم الحزن بعد فقدانهم لذويهم فى احتراق القطار، وها هى العبارة " السلام 98" فى فبراير 2006 تقتل أكثر من ألف مصرى خرجوا من بلادهم بحثا عن الرزق بعد أن ضاقت بهم حكومتهم.
بل هناك أكثر من 50 ألف مصرى تسيل دماؤهم سنويا، فى حوادث الطرق بسبب سوء أحوالها، كما رحل مئات المصريين عن دنيانا ببركة إهمال المسئولين، الذين تركوهم فريسة لصخور الدويقة.
كما طال الإهمال الحكومى قصور الثقافة، وجعلها مقبرة للمثقفين بدلا من أن تكون قلعة للتنوير، فحريق قصر ثقافة بنى سويف عام 2005 يؤكد لنا أن دماءنا أرخص من الترمس على حكومتنا.
ولم تكن الحوادث فقط سبيل الحكومة للتخلص من مواطنيها، بل هناك ألف طريقة وطريقة ظهرت فى عصر حكومة نظيف، فألبان الأطفال الفاسدة، التى تسبَّبت فى تسمُّم عدد كبير من الأطفال، وأكياس الدم الفاسدة، والمبيدات المسرطنة، والقمح الفاسد، كانت من أهم الوسائل السريعة التى أطاحت بأرواح المصريين، كما أن حريق دار الكتب وحريق المسرح القومى ومن بعده حريق مجلس الشورى، ثم حريق الشرابية كانت من بركات حكومة نظيف علينا.
وبالرغم من أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فإن حكومتنا فقدت إيمانها وتعودت على أن تلدغ من الجحر الواحد عشرات المرات، فبعد حادث قطار العياط والضجة التى صحبها، خرج علينا وزير النقل الجديد ليؤكد أن عصر حوادث القطارات قد انتهى، وأن المرحلة القادمة ستكون عصر ازدهار القطارات!
ولكن حادث قطار "أم دينار" والذى وقع فجر اليوم، وإن كان لم يسفر عن ضحايا لكنه يؤكد لنا كذب الوعود، وأن علينا ألا نصدق كلام وزرائنا الذين يبيعون لنا الموت مغلف بغلاف الإهمال .
وللمصريين الحق أن يصابوا بالاكتئاب كما أكدت التقارير الرسمية التى قدرت عدد المكتئبين فى مصر ب 22 مليون شخص، فكيف نعيش أسوياء، والموت والإهمال والقهر والفساد والأمراض تحيط بحياتنا من كل جانب، فلكم الله يا مصريون، ولحكومة الحزب الوطنى حساب التاريخ.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة