أربع مغامرات لخمس صحفيين إسرائيلين اختاروا مصر على مدى الأسبوعيين الماضيين لنقل ما يدور داخل المجتمع المصرى إلى الداخل الإسرائيلى عبر صحفهم. الصحفيون الإسرائيليون جاءوا إلى القاهرة ولكل منهم هدفه، فمنهم من يبحث عن ظاهرة النقاب، أو يتسلل إلى مساجد السلفيين بالقاهرة والأسكندرية ومحاولة لرصد تفاصيل ما يدور فيها، بالإضافة إلى رصد آخر عن الإجراءات المصرية لمنع تسلل الأفارقة لإسرائيل عبر الحدود، وآخر لإعداد تقرير عن مرور 31 عاما على اتفاقية كامب ديفيد للسلام، ورابع لرصد ظاهرة أطفال الشوارع بوسط القاهرة وبحى الزمالك.. دون أن يعلم أحد حتى الآن الطريقة التى دخل بها هؤلاء الصحفيون إلى مصر، وهل حصلوا على تصاريح خاصة من الجهات المعنية بذلك ومنها الهيئة العامة للاستعلامات، خاصة أن هذه المغامرات أو المهمات الصحفية لم يتم الكشف عنها إلا من خلال الصحف الإسرائيلية.
المغامرات الأربع بدأتها «روث إيجلاش» الصحفية بصحيفة جيرزواليم بوست التى اختارت الإسكندرية لتكتب عن تجربتها، متسائلة فى تقرير مطول لها عما إذا كانت ترتدى النساء المسلمات فى مصر الحجاب من أجل الموضة والظهور بأحدث الأزياء أم لتطبيق الشعائر الدينية. وبدأت تقريرها قائلة: «استغرقت رحلتى فى مصر أقل من ثلاثة أيام أثناء مشاركتى فى مؤتمر حرية التعبير فى عصر التكنولوجيا الرقمية بمكتبة الإسكندرية منذ عدة أيام، وشمل حضور 40 صحفياً من دول غربية وإسلامية بالإضافة لى وزميلى من إسرائيل، ولكن الأمر تحول بالنسبة لى أن تكون رحلتى بالإضافة لتغطية فاعليات المؤتمر أن أجد إجابة لسؤال كان يتردد فى ذهنى عقب وصولى إلى الإسكندرية وهو لماذا ترتدى المصريات كل هذه الأزياء والأشكال المختلفة من الحجاب؟، ولماذا زادت رغبتى فى شراء حجاب بعد أن رأيت هذا الكم الهائل من الألوان والأشكال فهناك الحجاب ذو اللون الواحد والمتعدد الألوان والحرير والقطن والباشمينا، ووجهت سؤالا لزميلى هل أنا كعلمانية يهودية أعيش فى إسرائيل فى حاجة إلى واحدة لارتدائه هنا؟»، مضيفة: «المفارقة أننى كيهودية علمانية شعرت كليا بأننى مضطرة لشراء غطاء رأس إسلامى وكان من الواضح لى أن ارتداءه لم يكن دينيا ولكن ما كان يدفعنى لارتدائه هو التفكير فى التستر على الأقل فى مدة إقامتى بالإسكندرية؟ وأيضاً لأننى كنت واثقة من أنه سبب هام لحمايتى من التحرش الجنسى من جانب الرجال والشباب المصريين».
وأضافت الصحفية الإسرائيلية: على الرغم من أننى فى النهاية قررت التخلى عن الحجاب وتركته إلا أننى ظللت مفتونة به وبهذا الزى الإسلامى القديم البحت، ولكن بالرغم من ذلك لاحظت أن ارتداء النقاب- غطاء الوجه- أو ارتداء الحجاب - غطاء الرأس- لم يكن لأسباب دينية فقط، بل إن العديد من النساء الأصغر سناً يرتدين هذا الحجاب مع مزيد من الملابس الغربية الضيقة والعارية فى بعض الأحيان، وذلك تماشيا مع آخر صيحات الموضة.
المغامرة الثانية كشفت عنها صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بعد قيام قوات الأمن المصرية بالقبض على «يوتام فيلدمان» الذى يعمل كمراسل لها أثناء محاولته للتسلل إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية، والتى يسهل اختراقها مع المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون الوصول إلى إسرائيل، مشيرة إلى أنّه لم يكن يعمل لديها فى هذا الوقت, وإنما لصالح القناة العاشرة الإسرائيلية أثناء اعتقاله, حيث كان يعمل على تحقيق صحفى عن الهجرة غير الشرعية، إلى أن تم إلقاء القبض عليه أثناء محاولته العبور مع المهاجرين الأفارقة المتسللين إلى إسرائيل عبر مصر. وهناك مغامرة أخرى قام بها جاكى حوفى الصحفى الإسرائيلى للشئون العربية بإذاعة الجيش الإسرائيلى بجولة ميدانية فى شوارع القاهرة، وذلك ليلقى نظرة عن قرب على نظرة الشارع المصرى للإسرائيليين وذلك بمناسبة مرور 31 عاماً على توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل فى 26 مارس عام 1979. وقال حوفى فى التقرير الذى كتبه عقب عودته لإسرائيل مرة أخرى إنه بينما تستعد كل من مصر وإسرائيل لإحياء ذكرى اتفاقية السلام بينهما، إلا أنه لا يزال المواطنون المصريون يكنون العداء الشديد لإسرائيل بسبب مسئوليتها عن قتل آلاف الفلسطينيين. وقال «أثناء استطلاعى لآراء بعض المصريين اتضح لى أن الكثيرين لا يريدون حتى التعاون أو الحديث مع صحفى إسرائيلى, لمجرد تعريفى له بنفس وعن هويتى الإسرائيلية».
وأشار حوفى إلى أن معظم من تحدث معهم من الشارع المصرى حرصوا على عدم ذكر أسمائهم, وهوياتهم خشية تعرضهم لأى مضايقات أمنية, مضيفاً: «أننى لاحظت أن الجو العام فى مصر تسيطر عليه القضية الفلسطينية, خاصة فى ظل عدم التوصل إلى حل لها حتى الآن, حيث عبر الكثير ممن وافقوا على الحديث معى عن رفضهم للاحتلال الإسرائيلى لأرض فلسطين العربية».
وقال أحد البائعين بمنطقة سوق «خان الخليلى» فى حى الحسين بالقاهرة: «إن الإسرائيليين لم يفهموا معنى كلمة السلام منذ خلق الله الكون, بل يعرفون لغة الدماء فقط ولهذا مرفوض أن تكون لهم دولة مستقلة, لأن إسرائيل تقوم على أرض عربية, لذلك سيأتى اليوم الذى يطردون فيه من الأرض العربية, لأن هذه إرادة الله وأن نهايتهم قريبة لا محالة». المغامرة الرابعة قام بها صحفيان بجولة ميدانية بشوارع القاهرة لرصد ظاهرة أطفال الشوارع بوسط القاهرة وبحى الزمالك، واستخلصا فى نهاية تقريرهما بصحيفة جيرزواليم بوست الإسرائيلية، أن مصر تعانى من ظاهرة أطفال الشوارع بشدة، وأن هؤلاء الأطفال يعانون من الفقر والإهمال والاغتصاب، حيث قال كل من الصحفى جوزيف مايتون الصحفى الأمريكى المقيم بالقاهرة والذى لم تذكر الصحيفة جنسيته رغم أنه لا يعمل بالصحيفة وإنما بإحدى الوكلات الإخبارية المتخصصة فى إجراء التحقيقات الصحفية لصالح الصحف الأجنبية ،والصحفية راشيل كليدر إن القاهرة تكافح بشكل مذهل لتقليل العدد المخيف من هؤلاء الأطفال الذين لا مأوى لهم، ساردين قصة طفلتين مصريتين تدعيان دينا وسلمى تم طردهما من منزلهما عندما كان عمرهما 6 و8 سنوات بسبب عدم قدرة والدتهما فى دفع الإيجار بعد وفاة والدهما، وقالت إحداهما: «أمى أجبرتنا للخروج إلى الشارع بعد أن ضاق بها الحال واضطررت فى النهاية لكسب المال عن طريق جلب الرجال الأغراب للمنزل، وعندما رفضنا قامت بضربنا بالعصا ومن ثم خرجنا إلى مصيرنا فى الشوارع ولم نفكر حتى تلك اللحظة للعودة مرة أخرى ونحن لا نعرف ما حدث لها بعد أن تركناها حتى الآن».
صحفية ترصد أزياء المحجبات.. وآخر يكشف عن كراهية المصريين لإسرائيل.. وثالث يرافق المتسللين الأفارقة على الحدود.. ورابع يتسلل إلى مساجد السلفيين
5 صحفيين إسرائيليين فى مهمات خاصة داخل مصر لرصد أزياء المحجبات ومساجد السلفيين
الجمعة، 09 أبريل 2010 02:04 ص
5 صحفيين إسرائيليين فى مهمات خاصة بمصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة