قد يعتقد الكثيرون أن الإيمان بالقناعات والأحلام التى قد تبدو مجنونة يعتبر فى حد ذاته جنونا وعلينا أن نستيقظ من هذا الحلم ونعيش فى الواقع، ولكن إن مبدأ أن تكون مقتنعا ومؤمنا بقناعاتك فهذا يمثل لك الحياة والمغامرة والتحدى ربما تستطع تحقيق حلمك، وحتى إن لم تستطع تحقيقه فهذا لا يعنى الفشل لأنك حاولت واستمتعت وفعلت ما يشعرك بالمتعة والسعادة، ولكن الغريب فى بلدنا أن مبدأ الحلم يعتبر جريمة وعليك أن تصحح خطأك لأنك قررت أن تحلم بفكرة مجنونة وتسعى لتحقيقها فنحن فى بلد طاردة للأفكار والأحلام والعلماء، وحاضنة للدخلاء مهما كانت أفكارهم وتوجهاتهم ويقيمون لهم الأفراح والليالى الملاح ويعتبرون أن ما جاءوا به اختراع ومن الصعب على أى عقل مصرى أن يأتى بمثل هذه الأفكار لو توفرت له الإمكانيات والظروف، ففى يوم ما قد أخطأت وحلمت بأن يكون فى بلدنا نادى لممارسة رياضة السيارات وصدقت الحلم وتحمست وتقدمت بأوراق فكرة هذا المشروع إلى الكثير من الهيئات ورجال الأعمال، ساعيا لتحقيق النجاح لى ولهذا البلد ولمن يقتنع بتنفيذ هذا المشروع وإدارته إدارة علمية مدروسة، ولكن صدمت بالواقع واكتشفت أننى ارتكبت ذنبا عظيما كانت نتيجته أننى طردت من مكاتب البعض والبعض الآخر سخر منى واستهزأ بما أقول وما أدهشنى أن كلهم مصريون وكثير منهم فى مواقع مسئولة، والوحيد الذى استمع إلى وأخذ كلامى وفكرة المشروع على محمل من الجدية غير مصرى، ونصت إلى بكل احترام وعندما قام بتنفيذ جزء مما طرحته عليه من الفكرة كانت المفاجأة بالنسبة لى أن كل من طردونى وسخروا منى هم نفس الأشخاص الذين أثنوا عليه بالشكر، لأنه جلب لمصر أفكارا جديدة واستثمارات جديدة، فلماذا كل هذه الازدواجية فى التعامل؟؟ هل المشكلة أننى أحمل بطاقة مكتوب عليها الجنسية مصرى أم أننا ننبهر بكل ما هو آت من الخارج؟؟
ولكن المشكلة التى تسبب لى ولكثير من الشباب الألم أننا لا نجد من نناقشه ويسمعنا ونقدم له أفكارنا ربما تكون مفيدة ويأتى من ورائها مصلحة، ولكن الشعور بالمتعة بما تفعله وتصنعه أقوى بكثير من الشعور بالألم، والشعور بالأمل والإيمان بالقناعات أمتع بكثير من الشعور باليأس والفشل.
فإن لم تزد على الدنيا شيئا فأنت زائد عليها فزدها ولو بحلم قد يتحقق فى يوم من الأيام.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة