كشف مصدر سودانى مسئول داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان، أن الانتخابات المقررة الأحد المقبل فى السودان أحدثت انقسامات وانشقاقات موسعة داخل الحركة مما يهدد بقيام حروب جنوبية جنوبية طاحنة قد تقضى على أمل الجنوبيين فى إقامة دولتهم المستقلة، وقال المصدر للمرة الرابعة وخلال عام واحد يدخل رئيس الحركة الشعبية ميريديت سلفاكير فى خلافات حادة مع الأمين العام باقان أموم حول قضايا يتمسك كل طرف بموقفه ويحاول جعل الطرف الأخرى يتحمل مسئولية أى إخفاق قد يحدث بسبب هذه الصراعات والخلافات دون الوصول لموقف موحد، خاصة فى ظل انقسام قيادات المكتب السياسى ما بين من يقف خلف رئيس الحركة وما بين مناصر للأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم.
وقال المصدر الذى رفض ذكر اسمه، إن الخلاف الكبير وقع عندما قال رئيس الحركة الشعبية فى اجتماع المكتب السياسى، إن الحركة رتبت أموراً كثيرة واتخذت قرارات حول الانتخابات ظهرت نتائجها السالبة الآن، وأكد سلفاكير أن تخوفه الكبير بسبب احتمال إفراز الانتخابات لوضع أمنى خطير فى الجنوب فى ظل الصراع الواضح لدى الكل من أجل السلطة، وأكد أنه لم يتوقع أحد من قيادات الحركة بأن ترشيحات المكتب السياسى سوف تفرز ما يعرف بالمستقلين.
وأكد سلفاكير، أن الجنوب فى حقيقة الأمر يحتاج لمؤتمر صلح عام لكل مكونات الجنوب وأن قيام هذا المؤتمر بعد الانتخابات قد لا يكون له أى معنى فى ظل احتمالات النتائج السالبة المتوقعة لما بعد الانتخابات واحتمال تأثير ذلك بصورة كبيرة على كل الجنوب فى ظل المجتمعات غير المتماسكة والصراعات القبلية الطاحنة وفى وجود قيادات عليا فى الحركة منقسمة ما بين الحركة والمستقلين ويرى رئيس الحركة الشعبية بأن الصراعات التى ظهرت فى الجنوب بسبب الترشيحات فى كل مستويات الانتخابات يعتبر جرس إنذار مبكر ويعطى الصورة المحتملة عن التوقعات الحقيقية للانتخابات، ثم الأزمة الكبرى فى الشرق والانقسام بين الحركة الشعبية وعلى كل المستويات بما فى ذلك الجيش الشعبى وقد نجحت استخبارات الحركة الشعبية بجوبا فى إنقاذ انجلينا تنيج المرشح المستقل لمنصب حاكم ولاية الوحدة وزوجة رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب من القتل، حيث كشفت أن قوة خاصة تتبع للعميد تعبان دينق حاكم ولاية الوحدة قامت بمحاولة اغتيال لإنجلينا تنيج المرشح المستقل لمنصب حاكم ولاية الوحدة بمقاطعة فارنيج، وذكرت أن العملية تمت بواسطة العقيد بيتر قارشال لاه وهو المسئول الأول للقوة وذلك بتوجيه مباشر من دينق.
ويذكر أن القوة متابعة بقوة مشتركة من قبل استخبارات الجيش الشعبى وشرطة الجنوب للقبض عليها. وكشف المصدر عن خلافات شديدة فى اجتماع لقادة الحركة بمدينة جوبا حضره كل من: (ان ايتو) رئيسة قطاع الجنوب بالحركة الشعبية - (سامسون كواجيى)- (بيور اجانق)- (ين ماثيو) مسئول الإعلام بقطاع الشمال للحركة و(شوان ثوانى) مسئولة المرأة والجندر بقطاع الشمال. كان الاجتماع برئاسة (آن ايتو) وكان بغرض تقييم سير الحملة الانتخابية لمرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية (ياسر عرمان) فى الشمال والجنوب، وبعد التداول والنقاش المستفيض بين الحضور أكدوا على وجود إخفاقات كبيرة صاحبت اللقاءات الجماهيرية لياسر عرمان على مستوى الشمال والجنوب، على الرغم من الأموال التى تم صرفها والتى تعد الأكبر، حيث ذكرت (آن ايتو) أن جملة المبلغ الذى صرف لحملة عرمان تجاوز 2 مليار جنيه ولكن كانت النتائج مخيبة للآمال، أما (ين ماثيو) فقد قال ان عرمان كان ينفرد بالقرارات وتقريب الشيوعيين من أبناء الجلابة وأنهم لم يستشاروا فى أى من الحملات التى تم إعدادها لعرمان.
وقال إن ترشيح الحركة لعرمان كان خطا فادح، وفى نهاية الاجتماع تم الاتفاق على كتابة توصية إلى رئيس الحركة الشعبية لسحب ياسر عرمان من العملية الانتخابية برمتها لحفظ ماء وجه الحركة الشعبية.
صراعات داخل جنوب السودان تهدد الانتخابات.. ومؤامرات لاغتيال قياداته
الخميس، 08 أبريل 2010 10:10 م