أعلن الدكتور محمد عبد المقصود رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحرى، عن الاكتشافات الأثرية الحديثة لحفائر معبد البوباستيون بكوم الدكة بالإسكندرية.
وأشار إلى أن مساحة الموقع الذى اكتشف به المعبد تبلغ ثمانية آلاف متر ولم يتم التنقيب فيه من قبل، واستمر الحفر فيه لمدة ثلاثة أشهر باستخدام مجسات التربة لتحديد الأماكن التى يتواجد بها مبانٍ وموقع المياه الجوفية، حتى تم العثور على الهضبة موقع الكشف، لافتاً إلى استخدام الرادار للكشف عن الآثار وتحديد العناصر المعمارية للمكان والتى قادت البعثة إلى المنطقة الجنوبية الغربية للهضبة.
وأوضح أن الموقع يوجد به طبقتان الأولى تعود للعصر الرومانى والثانية للعصر البطلمى، مشيراً إلى أنه تم تقسيم موقع المعبد إلى ثلاثة مربعات يطلق عليها "خبيئة"، وتقسيم الساحة الموجودة خارج المعبد إلى ثلاثة مجموعات والتى تم تحديدها على أنها سوق للصناعات وورش العمل، مؤكداً أن البقايا التى تم العثور عليها فى المجموعات الثلاث ساعدت على تأريخ الحقبة الزمنية لكل مجموعة.
وأضاف أنه تم العثور فى الخبيئة الأولى للمعبد على أعمدة أسمنتية وبقايا جدران وبلاط المعبد بالإضافة إلى الجدران السميكة التى بلغت أربعة أمتار، أما الخبيئة الثانية فقد احتوت على نماذج مختلفة من التماثيل وعظام القطط والطيور وأيضًا زخارف معمارية ملونة وتماثيل المعبودة باستت على هيئة القطط.
كما تم الكشف عن وثائق مكتوبة هامة جدًا تؤرخ ذكرى معركة رفح وحالة الجيش المصرى وقتها مما يعد كشفاً هائلاً حول التاريخ والدفاع الوطنى والأمن القومى المصرى، كما تم العثور على ودائع الأساس الخاصة بالمعبد من عصر الملكة برنيكى الثانية مما يؤرخ تاريخ إنشاء المعبد، وأكد أن معبد البوباستيون يعتبر مجرد بداية يمكن أن تقودنا للكشف عن معابد وآثار أخرى يتوقع أن تكون موجودة فى الإسكندرية.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظّمها مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية اليوم بعنوان "حفائر معبد البوباستيون بكوم الدكة- موسم حفائر 2010" بالتعاون مع المجلس الأعلى الآثار، فى جلسة أدارها الدكتور مصطفى العبادى أستاذ الحضارة اليونانية والرومانية ومستشار مدير مكتبة الإسكندرية لإلقاء الضوء على الحفائر الحديثة التى قام بها المجلس الأعلى للآثار فى منطقة معسكر الشرطة بكوم الدكة، وأسفرت عن الكشف عن معبد لتقديس المعبودة باستت يطلق عليه معبد البوباستيون.
وأكد أحمد عبد الفتاح مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أهمية الاكتشاف تكمن فى إثبات النظريات التى تقول بوجود "الاجورا" فى آثار مدينة الإسكندرية بالرغم من أن أهم المؤرخين الذين زاروا الإسكندرية ومنهم سترابو لم يذكروا وجودها فى المدينة، لأنها كانت محاطة بمعالم أكبر منها مثل المحكمة والحدائق، والأجورا هى ساحات مفتوحة وجدت فى مركز كل مدينة يونانية واتخذت عادة الشكل المستطيل وكانت تأخذ طابعاً دينياً أو تجارياً.
وأوضح، أن الموقع الذى جرت به الحفائر يظهر فيه مجموعات كبيرة من القطع الفنية الهامة سواء كانت تماثيل المعبودة باستت نفسها أو تماثيل معبودات مصرية أخرى مثل حربوفراط ونفر أتوم وإيزيس وانوبيس وبتاح، وهى أعمال تعبر عن التناغم بين المتناقضات التى سادت العصر البطلمى.
وقال الدكتور خالد عزب إن معبد البوباستيون يعتبر كشف فريد، حيث تعد تلك المنطقة امتداد أثرى للمسرح الرومانى وبداية اكتشافات أثرية جديدة يمكن أن تخرج للنور إذا استمرت مجهودات البحث فى منطقتى كوم الدكة وميدان محطة مصر على وجه التحديد.
خبراء يعلنون عن المكتشفات الأثرية لحفائر كوم الدكة
الخميس، 08 أبريل 2010 08:18 م