الانتخابات فى جنوب السودان اختبار ما قبل الاستفتاء على الاستقلال

الخميس، 08 أبريل 2010 09:52 م
الانتخابات فى جنوب السودان اختبار ما قبل الاستفتاء على الاستقلال الانتخابات فى الجنوب اختبار ما قبل استفتاء الاستقلال
جوبا (أ.ف.ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشكل الانتخابات فى جنوب السودان، اختباراً للاستفتاء المرتقب فى يناير المقبل، الذى سيقرر فيه سكان الجنوب بشأن استقلالهم فى الوقت الذى يخشى فيه أن تؤدى أى اضطرابات مصاحبة للانتخابات إلى عزوف الغرب عن تأييد قيام كيان جديد مستقل فى قلب القارة الأفريقية.

وتغطى ملصقات مرشحى الحركة الشعبية لتحرير السودان (المتمردون الجنوبيون السابقون) الجدران فى جوبا، عاصمة الجنوب التى تستعيد فيها الحياة وتيرتها الطبيعية ببطء بعد خمس سنوات من التوصل إلى اتفاق سلام أنهى الحرب الأهلية مع الشمال.

وتحت شجرة، تجمع عدد من المعوقين يغنون للسلام والوحدة على أنغام صاخبة بالقرب من مطعم يقدم لزبائنه الجعة الباردة بعد الظهر، وهو أمر لا يمكن الحصول عليه فى باقى أنحاء البلاد. ومنذ خمس سنوات، تتولى الحركة الشعبية لتحرير السودان وزعيهما سالفاكير، اللذان لم يخوضا من قبل تجربة الانتخابات، الحكومة التى تتمتع بحكم شبه ذاتى فى منطقة غنية بالمعادن والنفط ولكنها مع ذلك من بين الأكثر فقراً فى العالم.

ويتنازع الحركة الشعبية اتجاهان، اتجاه يؤيد الوحدة مع الشمال وآخر يؤيد الانفصال، وسحبت الحركة مرشحها إلى الرئاسة ياسر عرمان، الذى كان سيشكل منافساً حقيقياً فى وجه الرئيس عمر البشير، كما أعلنت عدم مشاركتها فى انتخابات الولايات الشمالية.

وقال الشاب بيتر الذى يعمل مع واحدة من المنظمات الدولية العديدة المنتشرة فى جوبا، أن "ياسر عرمان أعطى الناس هنا أملاً، ولكن بعد انسحابه لم يعد للحملة الانتخابية الأهمية نفسها". وأضاف، أن "استفتاء يناير هو الأهم بالنسبة للسودانيين الجنوبيين. أشعر بأن 99% من الناس هنا يريدون الاستقلال" عن الشمال.

وهدد الرئيس السودانى بعدم تنظيم الاستفتاء إذا لم تشارك الحركة الشعبية فى انتخابات الأسبوع المقبل. ويقول لوكا بيونغ دنق، الوزير الجنوبى لشئون الرئاسة، إن هذه الانتخابات ستتيح للسودانيين خبرة فى التنظيم والإشراف على الاستفتاء فى هذه المنطقة التى تعانى من فقر فى البينة التحتية.

ويضيف، "أن كانت هناك توجهات داخل بعض الدوائر الشمالية فى إنكار حق جنوب السودان فى تقرير المصير، عندها سيكون لمؤسساتنا المنتخبة الحق فى التحرك باسم الشعب"، مؤكداً مع ذلك أن إعلان الاستقلال من جانب واحد سيكون "الخيار الأخير".

وفى حين فقدت الانتخابات الرئاسية أهميتها على المستوى الوطنى، فلا يزال بوسع سكان جنوب السودان أن يختاروا بين الزعيم سالفاكير ومنافسه لام أكول، كما يمكنهم أن يشاركوا فى الانتخابات التشريعية وانتخابات مجالس الولايات فى الجنوب والتى تشهد منافسة حامية.

وقال ولفرام لاكر المحلل فى مجلس "كونترول ريسكس" العائد من مهمة تقييم فى السودان، "هناك احتمال أن تشهد الانتخابات البرلمانية، خصوصاً انتخابات الولاة، أعمال عنف فى جنوب السودان". وأضاف، أن "الانتخابات فى ولايات مثل أعالى النيل وواراب وجونقلى أو الوحدة ستجرى فى أجواء تتكرر فيها المواجهات بين الفصال والمجموعات القبلية".

وشهد جنوب السودان معارك قبلية دامية فى الفترة الأخيرة، وتتهم الحركة الشعبية الجيش السودانى بدعم ميليشيات محلية بهدف زعزعة استقرار المنطقة وتقويض فكرة استقلال جنوب السودان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة