عاشت مصر حرة مستقلة كثيرا ما سمعنا هذه العبارة ولكننا لا نعرف معناها الحقيقى لأننا لم نعش فى هذا العصر، لأن من قالوها كانوا يعيشون من أجل قضية وطنية وهدف نبيل هو الوطن الكل سواسية الكل يكره القيود لا يختلف العامل أو الدكتور الكل يعيش تحت سقف الوطن العزيز مصر يا ليتنى عشت فى هذا العصر، لقد صعقتنى بعض الأرقام عندما قرأتها فى كتاب الأيام الأخيرة لعبد الحليم قنديل يتحدث فيها عن الكارثة التى نمر بها فى هذه الأيام والاختلاف ما بين عصر جمال والسادات ومبارك، وكم تدل هذه الأرقام على أننا نتحول من نظام إلى حطام اقتصادى وسياسى.. وعلى مصر السلام.
قبل توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل فى 26 مارس 1979 كانت لمصر تجربة باهرة فى التنمية والتصنيع كانت مصر تحقق_ بأرقام البنك الدولى_ أكبر معدلات التنمية فى العالم الثالث، حيث كان معدل النمو الحقيقى يقدر بـ6.7% سنويا وتراجع قليلا بعد هزيمة يونيو 1967 ودفع بغالب الموارد إلى الإنتاج الحربى وتراجع معدل النمو فى هذه الفترة إلى 4% سنويا وبعد حرب 1973 تزايد معدل النمو مرة أخرى إلى 5.19% سنويا، وكانت مصر فى هذه الفترة فى سباق تاريخى كانت تنافس كوريا الجنوبية فى معدلات التنمية والتقدم والتصنيع التكنولوجى، وبعد حرب 1973 لم تتراجع معدلات النمو بل وصلت إلى 10.94% سنويا على الرغم من أن ديون مصر فى عصر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر سوى المليارى دولار أو تتعدى بنسبه بسيطة وبعد حرب أكتوبر تلقت مصر مساعدات مالية تقدر 6354 مليون دولار معظمها من الدول العربية، حيث إن 57% من هذه النسبة على هيئة هبات لا ترد وفتح باب الاستدانة على مصر، وكان ذلك فى عصر السادات وتلقت مصر قروضا أمريكية لشراء أغذية وسلع وفى نهاية عصر الزعيم العظيم السادات أصبحنا دولة مرهقة بالديون ذى سياسة غارقة لا صوت لها.. رحمة الله عليك يا سادات!!!
فى عام 1980 إلى عام 1992 وصل معدل النمو إلى 1.8% سنويا ويتواصل التراجع بمعدل النمو حتى الآن وهذا هو عصر مبارك! وبعد أن كنا رأسا برأس مع كوريا الجنوبية أصبحنا أقل من بوركينا فاسو من معدلات النمو.
وترك السادات الحكم لمبارك، حيث كانت نسبة البطالة 3% فقط حتى وصلت الآن إلى 30% وهى فى تزايد مستمر، وعلى الرغم من تضاعف عدد المجندين فى الداخلية إلى مليون و700 ألف عسكرى أمن مركزى أى ما يقارب 37 عسكريا مقابل مواطن مصرى واحد.
وللأسف الشديد تقول الأرقام إن 34% من أهل مصر تحت خط الفقر فيما يعنى أن الطبقة المتوسطة تم إبادتها نهائيا من المجتمع المصرى ووصل عدد الشباب والشابات اللذين تخطوا سن الزواج إلى 10 ملايين، أضف إلى ذلك 45.9% من سكان القاهرة المزدحمة جدا جدا يسكنون العشوائيات والمقابر!!!!
وعلى الرغم من أننا أصبحنا نعيش فى مستشفى مفتوح بلا رعاية ولا صحة ولا علاج مضمون وما يضحكون به على المواطن المطحون بالتأمين الصحى فى ظل كل ذلك تم توقيع معاهدة كويز 14 ديسمبر 2004 مع إسرائيل تلزم مصر بتصدير الغاز الطبيعى لمدة عشرين سنة مقبلة غاز طبيعى خام نصدره ليأتى إلينا مصنعا ونأخذه بأضعاف أضعاف أضعاف الثمن!!!!
مصر بلدنا الجميلة كل يوم يسوء بها الحال ويجرفها التيار إلى مستقبل أسود لا حياة فيه، ورغم أن الناس على صفيح ساخن إلا أن معظمنا يظل صامدا خامدا ساكتا على الوضع القائم.
