لا أحد ينسى قفشات ونكات المنتصر بالله فى أعماله المسرحية والسينمائية، ومازلنا حتى يومنا هذا عندما نرى أعمالا يشارك فيها نضحك، ولكن عندما تبحث عنه هذه الأيام تجده سجين الوحدة والمرض، بعد أن سقط من حسابات نقابته وزملائه الذين ابتعدوا عنه من وقت مرضه وكأنه يطالبهم بمد يد المساعدة له..
ووصف أصدقاءه الذين يظهرون فى البرامج التليفزيونية ويتحدثون عنه إذا جاءت سيرته أنهم يصعدون على المسرح للحظات ويلقون بالكلمات الناعمة، إنهم معه دائما ويتابعونه بالتليفون، ولكن الحقيقة لا أحد يسأل عنه، وهو ما دفعه إلى طلب نشر خبر عن طلب وظيفة فى إحدى الجرائد الحزبية، لأن علاجه يكلفه شهريا 20 ألف جنيه، وأكد أنه لجأ لطلب هذا الإعلان لأن الدكتور أشرف زكى نقيب السينمائيين لم يسأل عنه من يوم مرضه إلا مرة واحدة، ولم يمر عليه سوى فى بداية مرضه وترك له 5 آلاف جنيه فقط، وهو ما بعث بداخله شعور بالحسرة والانكسار، وتساءل هل الـ5 آلاف جنيه كفاية لعلاج سنتين.
وهو نفس الأمر الذى تعرض له الفنان طلعت زين مؤخرا، فبعد تماثله للشفاء، عاد الفنان طلعت زين للقاهرة، بعد رحلة علاج فى لندن، مؤكدا أنه تعلم من أزمته الصحية أن كل شىء قسمة ونصيب وقال: "عرفت منها مين اللى بيحبنى"، خصوصا بعد اكتشافه إصابته بخراج على الرئة، ونصحه الأطباء بالسفر إلى لندن لإجراء الجراحة هناك.
ورغم سعادته بشفائه لم يخف زين استياءه من نقابتى الممثلين والموسيقيين، واتهمهما بتجاهله وقت العملية قائلا إنهما لم يرسلا له حتى بوكيه ورد، فماذا لو كان طلب منهما المساهمة فى العلاج، ووصف الخدمات النقابية بأنها ديكور فقط، إذا تم تقديمها فلشخصيات معينة فى النقابة وليس كل أعضائها.
واعترف زين بجميل بعض من أصدقائه الفنانين أحمد السقا وشريف منير وسامى العدل والمنتج يحيى شنب والمخرج عمرو عرفة، الذين وقفوا بجواره وقت إجرائه للعملية، أما شريف منير وفيفى عبده فكانا يتصلان به باستمرار.
وفى الوقت الذى غرقت فيه نقابة الموسيقيين فى تبادل الاتهامات والسباب بين مرشحيها، أسقطوا من حساباتهم حق الموسيقار الكبير ميشيل المصرى الذى قدم روائع من الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام والأعمال الدرامية مثل "ليالى الحلمية" لأسامة أنور عكاشة، و"الطوفان" لبشير الديك و"الغيرة القاتلة" لعاطف الطيب وغيرها من الأعمال المميزة، بعد أن فقد بصره منذ عدة أشهر، وأعلن غضبه الشديد من مدينة الإنتاج الإعلامى مؤخرا لأنها ترفض سداد مستحقاته المادية عن مسلسل "مداح القمر" الذى لم يتم تصويره، بالرغم من انتهائه من عمله، وجاءت مطالبته لمستحقاته لمواجهة ظروفه المرضية الصعبة، وهو فقط يطالب بحقه، ولا يرغب فى أن يسول البعض لأنفسهم أنه يتسول، وناشد أيضا إحدى الجرائد القومية وكل محبى الموسيقى الراقية لهذا الموسيقار أن يتدخل وزير الإعلام أنس الفقى لدى المسئولين فى المدينة لصرف مستحقاته لأنها حق مشروع له.
