(1)
كان بى حاجة إلى الجنون من جديد فلقد فاض فى جوانحى الحب والخوف وحاصرنى وجهك الجميل الذى يذكرنى بوفاء الأشجار وصمت العاصفة غير أن الأصدقاء أمسكوا انتفاضة جنونى وسدوا مساماتى بروائح البارود وبندى عيونهم.. وقالوا :- سنعيد عليك حكايتك معها، فإن التطهر يبدأ بالعذاب.. والتطهر.. حب والحب أوله عذاب.. هكذا قال أصدقائى الذين لا يتكررون فى حياتى .. أصدقاء الموت الذين كابدوا من أجل الحياة .. أصدقاء الحياة الذين تشبثوا بأطرافها المبرومة من أجل دفقة هواء تحمل رائحتك . هكذا قالوا .. أصدقاء اللحظات الاستثنائية.
(2)
ياقدس
أيتها المسافرة بين احتراق الدمى ومسارات الخوف .. الساكنة بين النبض نبضا ثانيا . أيتها العصف الأبدى والألم الجميل. ياحلمنا، ياصخبنا وصمتنا، ياقلقنا، ويانسغ بكائنا الطالع من ركام الحزن الخاثر وسبخ الأرض اليابسة . أيتها الحياة التى نبحث عنها بين الرصاص، يا ألمنا وحصارنا، يا جذرنا المشدود فى أوردتنا، يازمننا المربوط فى خطانا، ... رأيناك حمام مجنونة من لهب رأيناك حلما شفيفا يطلع من كابوس، وصرخنا :- تلك هى القدس إنها لا تأتى إلا فى الحصار . ولا تأتى إلا فى المعارك، طائر .. حلما .. مطرا .. برقا . رأينالك حبيبة من ألم ودم وشوق أيتها الماضى المتوهج والحاضر العنيد.
(3)
أمسك الأصدقاء انتفاضة جنونى وقالوا :- سنشاركك الجنون وسنتطهر كلنا بالعذاب فإن القدس سدت مساماتنا بالحب، وأننا نراها كل يوم طائرا .. حلما .. مطرا .. وبرقا .. ورصاصة .
عبد الناصر عبد الرحيم يكتب.. من يشاركنى الجنون؟
الأربعاء، 07 أبريل 2010 09:59 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة