يمثل السادس من أبريل بالنسبة لى تاريخا سيئا، فهو اليوم الذى شهد عمليات عنف وحرق وتدمير غير مسبوقة فى مسقط رأسى مدينة المحلة الكبرى قبل ثلاثة أعوام مع أول ظهور لحركة 6 أبريل ودعوتها للإضراب عن العمل والبقاء فى البيوت.
ورغم أنى لست من معارضى الإضرابات والاعتصامات، وأعتبرها حقا مشروعا لتحقيق المطالب المهنية والفئوية وحتى الوطنية، لكننى لم أشارك فى إضراب 6 أبريل 2008، لأننى أعتقد أن العمل السياسى والجماهيرى يجب أن يكون له رأس وقدمين، بمعنى أن يكون معروفا من دعا إليه وما هى أهدافه، وإلى أين سيقودنا، وبالتالى فإن حركة 6 أبريل كانت لا تزال فى هذا التاريخ مجهولة، لا نعرف خلفيتها.. ومن أنشأها.. وماذا تريد؟.. وهل تسعى فقط لمجرد التعبير عن الاحتجاج؟.. أم أنها حركة لها مشروع وبرنامج سياسى محدد ومعروف؟
وفى العام الثالث لميلاد هذه الحركة، مازلت أيضا أعتقد أن العمل السياسى العام يجب أن يكون من خلال قنواته الشرعية، سواء عبر الأحزاب، أو حتى ائتلافات بين أحزاب وحركات جماهيرية، معلومة المصدر والبرامج والأهداف، لكن فى كل الأحوال ليس من حقى أو من حق غيرى منع أى أناس أو شباب بما فى ذلك 6 أبريل من التفكير والتفاعل مع الشأن العام، أيا كانت ملاحظاتنا عليهم.
لكن الملاحظة الجديرة بالاعتبار هنا هى تراجع حضور الحركة فى الشارع من عام لآخر، فبعد مشاركة ملحوظة فى إضراب العام الأول خفت الاهتمام بنشاطها فى العام التالى، وتقريبا بدت المشاركة محدودة هذا العام، حتى ولو تم التحجج بأن محدودية المشاركة راجعة إلى عدم موافقة الداخلية على مظاهرة ميدان التحرير أمس، أو بإلقاء القبض على عدد من العناصر المشاركة فى تلك التظاهرة.
الملاحظة الثانية أن عدد الطلاب الكبير الذين حرصوا على حضور حفل المطرب محمد حماقى فى جامعة عين شمس فى نفس الوقت، يعنى أن اهتمام الشباب وغيرهم بحضور حفل غنائى أكثر فيما يبدو من المشاركة فى احتجاج سياسى، حتى ولو هدفت جامعة عين شمس وغيرها من الجامعات إلى صرف الانتباه عن الحدث الأساسى وهو تظاهرات 6 أبريل.
وما يحدث فى الحقيقة مع 6 أبريل ليس حالة فريدة من نوعها، بل يكاد يكون نمطا عاما فى الحياة السياسية المصرية، فكل حزب أو حركة تبدأ بزخم كبير، كما حدث حين عاد حزب الوفد إلى العمل السياسى بداية الثمانينيات، وحين خاض انتخابات مجلس الشعب عام 1984، وكان منافسا حقيقيا للحزب الوطنى، ولولا التزوير لربما فاز عليه.. وهو نفس ما كانت عليه حركة كفاية قبل خمسة أعوام، و6 أبريل قبل ثلاثة أعوام، وأخشى أن يكون هو أيضا نفس مصير جبهة البرادعى الجديدة، لأن المصريين على ما يبدو نفسهم قصير جدا فى السياسة.. وغيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة