أفادت صحيفة "لوموند" الفرنسية فى عددها الصادر اليوم، أن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى متمسك، بتأييد من أعضاء الأغلبية، بسن قانون يفرض الحظر التام على ارتداء النقاب فى فرنسا بما فى ذلك الأماكن العامة، على الرغم من تقرير مجلس الدولة المقدم يوم 30 مارس الذى ينصح باستبعاد فكرة منع ارتدائه.
وتضيف الصحيفة، أن الخطة الخاصة به سيتم تحديدها يوم الخميس 8 أبريل خلال الاجتماع الذى يجمع بين ساركوزى وأعضاء الأغلبية، حيث كان ساركوزى قد صرح أمام أعضاء البرلمان يوم 31 مارس، أنه يريد فرض حظر "قوى" على ارتداء النقاب، لاسيما وأنه يفضل "المجازفة القانونية عن المجازفة السياسية"، حسبما يذكر المحيطون به، خاصة أن قادة الحزب الحاكم قد ذكروا له خلال حملة الانتخابات الإقليمية الأخيرة أن موضوعى مكافحة الهجرة والنقاب دائما ما يحققا نجاحاً أكيداً.
تشير الصحيفة إلى أنه على الصعيد القانونى، ينطوى قرار حظر النقاب على مجازفة تتعلق بعدم دستوريته، ولذلك فقد لجأ رئيس الوزرار الفرنسى فرانسوا فيون فى أواخر شهر يناير إلى مجلس الدولة للبحث عن السبل الدستورية لسن قانون يحظر ارتداء النقاب، إلا أن مجلس الدولة قد استبعد فى تقريره الصادر يوم 30 مارس فرض حظر شامل ومطلق للنقاب، مشيرا إلى عدم وجود سند قانونى راسخ لمنع ارتدائه فى الأماكن العامة.
ومن أجل تجاهل نصيحة مجلس الدولة، ذكَر جان فرنسوا كوبيه رئيس ممثلى حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية فى البرلمان، بأن البرلمان قد تجاهل فى عام 2004 نصيحة من مجلس الدولة الحجاب الإسلامى فى المدارس، وحظر بالفعل ارتداء الحجاب داخل المدارس الفرنسية.
أما على صعيد الإجراءات، تقول الصحيفة أن ساركوزى يريد من البرلمان أن يأخذ زمام المبادرة، ومن ثم ينبغى أن يتخذ نص الحظر شكل اقتراح قانون، حيث إن ميزة هذا الحل، خلافا لفكرة عرض مشروع قانون، أنه ليس فى حاجة بالضرورة أن يخضع لإعادة النظر من قبل مجلس الدولة، وتشير الصحيفة إلى وجود نص تقدم به بالفعل كوبيه للحظر العام لارتداء النقاب "باسم النظام والأمن العام".
وتضيف الصحيفة، أن أعضاء الأغلبية لا يزالوا يعملون على إيجاد الأسس القانونية لفرض هذا الحظر، خاصة وأن مجلس الدولة قد رفض فكرة حظر النقاب القائمة على حجة مبدأ العلمانية، مشيرا إلى أن هذا المبدأ يطبق على المؤسسات وموظفى الدولة، وليس على المجتمع والأفراد، كما استبعد أيضا فرض حظر النقاب على أساس مبدأ المساواة والكرامة.
وتلفت الصحيفة الانتباه إلى أن الحكومة الفرنسية تضع أمام أعينها نجاح المثال البلجيكى، حيث اعتمدت اللجنة البرلمانية مبدأ الحظر التام "باسم الأمن واحترام المبادئ الديمقراطية الأساسية".
وتخلص الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسى يريد من خلال حظر النقاب أن يبعث برسالة إلى ناخبيه ، وبشكل عابر إثارة انقسام داخل الحزب الاشتراكى، الذى لا يملك موقفا موحدا بشأن هذه المسألة. فبعد محاولته للسيطرة على الأغلبية، يسعى ساركوزى لاستعادة جزء من قلب ناخبيه.
ساركوزى يتمسك بحظر النقاب على الرغم من استبعاد مجلس الدولة
الأربعاء، 07 أبريل 2010 08:43 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة