د. أشرف بلبع

النظام قوى والبلد مستقر ونحن فى أرض "الكده وكده"

الأربعاء، 07 أبريل 2010 07:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

البداية بلسان الحزب الوطنى فنحن نعيش عهد التنمية والإنجازات فى كل أرجاء مصر ومحدودى الدخل فى حبة عين النظام ولا مساس بمصالحهم ومصر ترتقى بين الأمم.

بلدنا هى الآن بلد "الكده وكده" وفق القول الشائع، فعندنا بهذا الوصف "كده وكده" تعليم وعلاج ومواصلات ونظافة ومرور، وأيضا "كده وكده" إدارة أزمات وكوارث وإدارة احتياجات يومية من عيش وبوتاجاز وسولار والآن لحوم وبالمثل فالحكومة تعطى الموظفين والمدرسين مرتبات "كده وكده"، وبالتالى فحياة المصريين تدور "كده وكده"، ولذلك نرى الجميع يحس بالدوار والدوخة.

لا يكاد يمر يوم بدون احتجاج فئة جديدة من المصريين واستغاثات قادمة من كل اتجاه ويتملك المصريون خليطا من الغضب واليأس والنكد، كل هذا ونسمع ليل نهار كم هى مستقرة مصر.

النظام قوى "كده وكده"، لذلك يلجأ لديمقراطية صورية يطعن الكثيرون بشهادات موثقة فى نزاهتها، وكله يهون من أجل الأغلبية الساحقة السحرية للحزب صاحب الحكومة التى تمرر كل ما يطلب منها من تشريع، وتقتل كل رقابة من المفترض أن يقوم بها البرلمان والأمن توكل له المهمة الأولى فى كل ميدان وفى كل حدث، ويعامل كل تجمع من مائة مصرى على أنه تهديد أمنى سافر، والأمن المركزى ينتشر فى كل مكان لحصار المصريين فى رعاية قانون الطوارئ ولجنة شئون الأحزاب هدفها السامى منع تكوين أى حزب مؤهل من قريب أو بعيد لمستقبل سياسى يعتد به، وهذا لأن الحزب الوطنى قوى ومتين وعدد أعضائه قارب الثلاثة ملايين، وتليفزيون الدولة ملك الشعب أصبح ملكا للحزب الوطنى لا يناقش دكتور محمد البرادعى ولا مرة واحدة ويقاطع دكتور زويل فلا يناقشه أيضا فيما يطرحه من أفكار لنهضة مصر ولا علاقة له بمؤتمرات المعارضة، ولا بما تطرحه، فالجميع ليسوا بمصريين مخلصين أو راشدين والبركة بجماعة الحزب الوطنى وقياداته فهى فقط المخلصة والرشيدة التى تحافظ على البلد من عبث جماعة الشر التى لا تريد لاستقرار هذا البلد أن يستمر.

من هنا وبلسان الحزب الوطنى القوى الكاسح نسمع ادعاءات كمثل احفظوا الجميل فنحن نفعل المستحيل، من أجل الاستقرار وكل أساليب التعسف وخنق الحريات بمقتضى قانون الطوارئ وتزوير الانتخابات، وبالتالى خنق الدور التشريعى والرقابى لمجلس الشعب ومنع التداول الحر للسلطة بأى طريقة ممكنة، هذا كله من أجل المصلحة العليا لهذا الشعب، وهذه هى المشكلة يا شعب أنك لا تفهم ولا تقدر. نحن الحزب الوطنى وقيادته نعلن أننا معك ولك إلى الأبد سواء أردت أو لم ترد فأنت مرفوع عنك الحرج لعدم الرشد.

منكم لله يا أهل الأوهام فى أرض "الكده وكده" ولكِ الله يا مصر.


* أستاذ بطب القاهرة





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة