رمضان محمود عبد الوهاب يكتب:أزهريون ومجتمع أغواهما الشيطان

الثلاثاء، 06 أبريل 2010 02:09 م
رمضان محمود عبد الوهاب يكتب:أزهريون ومجتمع أغواهما الشيطان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن فى تصورنا أن الأزهرى الذى حفظ القرآن ودرس فى معاهد وجامعات الأزهر الشريف، الفقه والشريعة والقانون وعلوم الدين وعلم التفسير والحديث وعلم الكلام وغيرها من العلوم الشرعية. أن يأتى عليه اليوم الذى يتبع فيه خطوات الشيطان ويسلّم قلبه وعقله إلى غوايته كما يفعل الأميون الذين لم يقرءوا من كتاب الله حرفا واحدا فيتساوى معهم فى الغواية والضلال والجهالة، وذلك حين لم يطبق منهج الله كثرت خطاياه واعترته ذنوبه فأمسى علمه بذلك كزبد البحر يذهب جفاء ولا ينفع الناس فى الأرض.

ومن المؤكد أن قصة الشيخ وكيل المعهد الدينى بأحد أحياء القاهرة والذى ذاع أمره بين الناس تأتى ضمن الموضوعات التى تناولها الإعلام فى الفترة الأخيرة فى سياق الغواية الشيطانية. وتبدأ أحداث هذه القصة من بيت الشيخ الذى اعتاد أن يدّرس فيه لتلميذاته الأزهريات اللائى يزدن على أحد عشر تلميذة ومن بينهن "ابنته" وجميعهن أمانات أودعها الآباء فى عهدته منذ سنوات ليعلّمهن الشيخ الوكيل دروسا فى الفقه والشريعة ويحفظهن ما تيسر من القرآن. غير أن الشيخ لم يكن أهلا للثقة التى منحها له الآباء ولم يكن عند حسن ظنهم به، حيث كان طموحه للنزوات والشهوات أقرب منه إلى التقى والورع فكان يتصرف مع التلميذات وكأنه شاب مراهق رغم أنه بلغ الثانية والخمسين من العمر ومن المفترض أن يكون قد تجاوز مرحلة الهفوات والنزوات التى لا تليق بسنه ولا بوظيفته فهو شيخ توسم فيه الناس الصلاح والأمانة وحسن الخلق وكانوا لا ينتظرون منه هذا التحول الأخلاقى المهين الذى انعكس بمساوئه على فتياتهم البريئات، وذلك حين دفع بهن لمشاهدة الأفلام الإباحية الساقطة فى بيته والتى كان يغويهن بها ويوهمهن بأنها ثقافة ستنفعهن فى حياتهن المقبلة وقد حاول الشيخ الضليل قدر استطاعته أن يروض التلميذات لنزواته ويخضعهن لرغباته، ليكنّ طوع أمره فى أى وقت يريدهن فيه حتى وصلت به الحماقة أن جعل لهن كلمة سر لا يعرفها أحد غيرهن وتتمثل هذه الكلمة فى عبارة "احضرى التباشير" حتى إذا ما رغب فى واحدة منهن أثناء الدرس طلب منها "التباشير" فتعلم التى وقع عليها الاختيار أنها باتت من نصيب الشيخ فكانت تتوجه من تلقاء نفسها إلى الحجرة رغما عنها ثم يمضى الشيخ فى إثرها ويغلق الباب من دونهما ثم يشرع فى تحريك غرائزها الساكنة وفى إثارة مشاعرها الخامدة، كما صنع مع أقرانها، وذلك من خلال عرضه للأفلام الإباحية أمامهن بلا تحفظ أو مروءة ودون أن يرحم أنوثتهن التى لم تكتمل، كما لم يرحم جسدهن الغض من العبث والإثارة التى لا تدركهما الطفلة منهن فى سنها الصغيرة. وكان يواصل مع كل من يقع عليها الاختيار من الفتيات خسته ونذالته دون أدنى اعتبار لفارق السن الكبير بينه وبينهن وكأنه تجرد من أى نزعة دينية أو أخلاقية أو إنسانية وكأن ضميره قد مات فماذا ينتظر من ذئب بشرى وهو يقبل على تلميذة صغيرة إلا أن يكون جامد القلب فاقد الإحساس والشعور يمد يده إليها فى عنف لينزع عنها ملابسها ويعبث بجسدها النحيل ويصنع بها صنيعه القذر فيغتال براءتها دون حياء أو خجل وكأنه وحش كاسر؟ ومن غير شك أنه كان يصيب كل طفلة اختلى بها بالذعر والرعب من وحشية فحولته المخيفة، لتخرج الطفلة من الحجرة المشئومة هائمة على وجهها وهى لا تدرى أطال الوقت عنده أم قصر بعد أن غيبها هذا الفحل عن الزمن؟ كان صنيع الشيخ مع كل التلميذات واحدا وكانت التى تخرج من هذه الحجرة البائسة بعد أن تكون قد أنهت مهمتها كانت لا تجد أمامها غير "ابنة الشيخ" لتشكو إليها صنيع أبيها ولكن سرعان ما كانت تستقبل ابنته كل ضحاياه فى رفق وتهون عليهن الأمر وتخفف من وقع المصيبة بهن وتصف صنيع أبيها معهن بأنه مجرد احتكاك تناسلى لا ضير منه وكانت تحذر كل ضحية منهن من أن تفشى عن أبيها الشيخ هذا السر وتتوعدها بالويل والثبور لو أنها فعلت ذلك.

والواقع أن الأمر لم يقتصر على هذا الشيخ فحسب وإنما تجاوزه إلى مشايخ آخرين فى نفس المعهد كانوا قد اتبعوا طريقه المظلم ومارسوا صنيعه الآثم. وهذا هو الشىء المؤسف والمخجل والذى يحتاج إلى تفسير. إن ما يحدث اليوم مع فتيات الأزهر وما حدث قبل عام مع فتيانه من عبث مهين أوقعه بهم الشواّذ من طائفة المعلمين يعد أمر جلل ويشير إلى علامات استفهام فى غاية الخطورة تحتاج من القائمين على هذه المؤسسة الدينية والتربوية إعادة النظر فى اختياراتهم لنوعية العاملين بها وفق معايير صحيحة تتماشى مع تطبيق الأهداف السمحة والنبيلة التى تدعو إليها هذه المؤسسة العريقة لإصلاح حال المجتمع، وذلك بعد أن كشفت الأحداث عن اضمحلال القيم التربوية وانحسار الأخلاق واعتماد المتدينين على المظاهر الشكلية وفقدانهم للمضمون المعبر عنها وكذلك غياب القدوة الحسنة التى يحتذى بها فى أغلب قطاعات المجتمع. لذلك فأنت ترى اليوم أن الدين والأخلاق والفضيلة والتسامح والصدق والقناعة والوفاء بالعهد وحفظ الفروج إلا على الأزواج والإعراض عن اللهو وكل ما عرف به المؤمنون تراه قد هان على الناس فى مساجدهم وفى كنائسهم وفى بيوعهم وفى وظائفهم وفى الممتلكات العامة دون أن يتذكروا نهاية الحياة المحتومة لكل إنسان.

والمؤكد أن هذه الأمور المتفاقمة حين تتعاظم فى المجتمع فلابد من وقفه جادة من كل أبنائه لنبذ كل تصرف قبيح وشاذ من بينهم حتى لا تتداعى معه هذه القيم الدينية والأعراف الاجتماعية وكى لا تقوّض دعائم الأخلاق القويمة بين أفراده.








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة