مجدى العدوى يكتب: ماما أمريكا.. هل تصبح " تيتا " أمريكا؟

الإثنين، 05 أبريل 2010 02:38 م
مجدى العدوى يكتب: ماما أمريكا.. هل تصبح " تيتا " أمريكا؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى يناير الماضى اشتريت من شركة آبل الأمريكية جهازها السحرى الصغير المسمى "آى بود" وإذا بى أفاجأ أن الشركة قد شحنته لى من الصين!.

سرحت فى ذلك الأمر قليلا وتذكرت أن القوة الاقتصادية الهائلة للدول الآسيوية وخاصة الصين والتى تجعل القرن الحادى والعشرين هو قرنا آسيويا أو بمعنى أخص قرنا صينيا خالصاً، وهذا ليس من وجهة نظر فردية بل إن مراكز الدراسات الأمريكية كانت هى أول من اخترع فكرة سيادة الصين سياسيا واقتصاديا وعسكريا فى القرن الواحد والعشرين، ويبدو أن الأمريكان يراقبون عن قرب تطورات الأوضاع داخل الأراضى الصينية، والتصاعد المطرد فى معدلات النمو الاقتصادى، والتفوق فى المجال العسكرى، إلى جانب المكاسب الدولية السياسية التى تحققها بكين بين بلدان العالم الثالث.

ولكن الصين ليست هى القوة الضاربة الوحيدة فى آسيا، وربما يرجع هذا التصور إلى عدة أسباب، فبكين لم تعد صاحبة القنبلة النووية الوحيدة فى آسيا، فإلى جانب إرث الاتحاد السوفيتى البائد، والموزع بين عدد من جمهوريات الاتحاد الروسى، قفزت دولتان آسيويتان إلى النادى النووى هما الهند وباكستان إلى جانب أن بكين ليست على وئام كامل مع كوريا الشمالية صاحبة المشروع النووى القادم، كما أنها تعلم أن دول النمور الآسيوية المتألقة اقتصاديا فى جنوب شرقى القارة ترتبط بعـلاقات وثيقة مع الولايات الـمتحدة الأمريكية.

ولأن الأمريكيين منذ انهيار الاتحاد السوفيتى، تسيطر على سياستهم الخارجية فكرة قيادة الولايات المتحدة للعالم بلا منافس، ولا يسمحون بأن تشاركهم أى قوى أخرى فى العالم فى الزعامة، فإن المعادلة الأمريكية ينبغى أن تثبت وفق نظرية استيعاب الصين وتوظيفها فى إطار المشروع الأمريكي، على أساس أنه إذا مضت التنبؤات الأمريكية فى اتجاهها الصحيح فإن أمريكا عليها أن تروض هذه القوة المتصاعدة وتتعاون معها، لتصب قوتها فى نهاية الأمر فى سلة المصالح الأمريكية، لا أن تصبح قوة الصين خصما لقوة أمريكا، وترث بكين موقع القوة الثانية الشاغر منذ انهيار الاتحاد السوفييتى.

كل ذلك يجعل زعامة الصين للعالم أمرا غير مطلقا ولا يجعل الصين هى ماما التى تضرب على يد اية دولة (تزعل) منها وتقول لها زى ماما أمريكا "كده كخ" !. ولكن الصين على الأقل ستحتل القوة والمكانة التى كان يشغلها الاتحاد السوفيتى وتعزل أمريكا من أداء دور "الماما" وتجعلها تصبح "تيتا أمريكا" العجوز الطيبة التى تحنو على الدول الصغرى وتدافع عنهم، فهل يحدث ذلك.. ربنا قادر على كل شئ.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة