أكد الكاتب الصحفى "بلال فضل" أن الإسلام لا يحرم الكتابات الجنسية واستند فى ذلك إلى ما جاء فى كتاب "ابن قتيبة" الذى يحمل اسم "أدب الكاتب" وقال فيه "أسماء الأعضاء لا تؤثم إنما ما يؤثم شتم الأعراض وإتيان الناس بالفحش والباطل"، جاء ذلك خلال الفقرة الأولى من برنامج "عصير الكتب" الذى تذيعه قناة "دريم الفضائية".
واستعرض "فضل" التقرير الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء الذى حمل اسم "لماذا لا يقرأ المصريون؟" حيث أثبت التقرير أن 88% من الأسر المصرية لا تقرأ أى نوع من الكتب بخلاف الكتب المدرسية، وأن نسبة 79% من الشباب الذى يقرأ لا يقرأ إلا الكتب الدينية وأشار "فضل" إلى ارتفاع مبيعات الكتب السلفية التى تؤدى بالشباب إلى إغلاق عقولهم على الحياة وما فيها مؤكدا أن نسبة كبيرة منهم لم يقرأوا كتب السلف الصالح التى تحوى العلم الدينى الصحيح.
وضرب "فضل" مثلا بالحملات التى يقودها هؤلاء الشباب على موقع الفيس البوك ضده بعدما أغلقوا عيونهم على الفن والأدب وأصبحوا يستهوون تكفير الناس، وأضاف" صادفت حملة أخرى ضد الروايات والكتب الجنسية التى كفر أصحابها الكاتب رغم أن هذا ليس من الإسلام فى شئ وأقول لهم إن مواجهة العالم والتفاعل معه أبدى من تكفير الناس".
وفى الفقرة التالية استضاف فضل المترجم "سمير محفوظ بشير" الذى ترجم كتاب "ساعة عدل واحدة" لسيسيل ألبرت الصادر عن دار الهلال، حيث يتناول الكتاب الأوضاع السيئة التى مرت بها المستشفيات المصرية إبان فترة الأربعينيات من القرن المنصرم وهو الكتاب الأسود الثانى الذى يصدر بعد كتاب "مكرم عبيد" عن أحوال حزب الوفد، وقال "فضل" إذا قرأت الكتاب ستشعر إنك تقرأ كتابا معاصرا فأحوال المستشفيات وقتها تماما كالآن وربما أفضل، وطالب "فضل" رئيس تحرير سلسلة دار الهلال والقيادى فى الحزب الوطنى أن يقرأ الكتاب عساه أن يعطينا ولو ساعة عدل واحدة.
واستند المؤلف وهو إنجليزى إلى حديث شريف يقول "ساعة عدل واحدة تكفى 70 عاما من الصلاة المقبولة" فأكد "فضل" أن الحكام فى مصر يفضلون 70 عاما من الصلاة على ساعة العدل الواحدة.
ثم تحدث المترجم عن المشكلات التى واجهته بعد ترجمة الكتاب حيث ظل ما يقرب من 30 عام دون أن يجد له ناشر بعد أن رفضت دور نشر "مدبولي" و"ميريت" و"عين" و"شرقيات" و"نهضة مصر" و"الأهرام" طبع الكتاب، وأضاف "على كل مصرى أن يقرأ الكتاب ويقارن هل تقدمنا أم تأخرنا أم مازلنا محلك سر؟".
واختتم "فضل" جذبتنى مقولة رائعة فى هذا العمل تقول"كان يمكن إنقاذ حياة الآلاف من المصريين لو لم تتصف طبقة البشاوات الحاكمة بهذا السلوك، فلقد تولى هؤلاء الحكم بدون تدريب عليه وبدون خلفية أخلاقية تمكنهم من تبوأ هذه المناصب" وهو ما ينطبق على الوضع الحالى وفق ما قال "فضل".
وفى فقرة "الروشتة" استضاف البرنامج المخرج السينمائى "على بدرخان" الذى ورث حب الثقافة من والده المخرج "أحمد بدرخان" حتى أن معظم أعماله السينمائية مأخوذة عن روايات وأعمال أدبية، ثم توج حبه للثقافة بإنشائه لمكتبة "بدرخان" وهى مركز ثقافى وفنى.
ونصح "بدرخان" شباب السينمائيين بالقراءة وقارن بين متعة القراءة ومتعة المشاهدة وقال"القراءة تمنح القارئ متعة التخيل أما المشاهدة فتجعل المخرج يتخيل بدلا من المشاهد، فالقارئ يتخيل حسب خبراته وتجاربه السابقة أما السينمائى فيؤقلم نفسه حسب زمن الفيلم والصور وعوامل أخرى".
ورشح "بدرخان" كتابى "أسس الإخراج المسرحى" لإلكسندر ديب، ودراما الشاشة لحسين حلمى لكل شاب مقبل على دراسة السينما وفنونها.
وفى فقرته "سور الأزبكية" تحدث الشاعر "شعبان يوسف" عما أسماه أسطورة زمن الأدب الجميل حيث أكد أن القرن الماضى كان يمتلأ بعبارات السب والقذف ما بين المثقفين بعضهم البعض فإبراهيم عبد القادر المازنى هجا "عبد الرحمن شكرى" بقصيدة "صنم الألاعيب" لأن شكرى اتهمه ببعض السرقات الأدبية.
وأضاف "كذلك انتقد "مصطفى صادق الرافعى" فى جريدة البلاغ كتاب العقاد "إعجاز القرآن" ، وسخر "العقاد" من رواية "قمبيز" لأحمد شوقى وأكد أن "شوقى" جمع فيها كل عيوبه الذهنية وتطرق بالسخرية أيضا إلى قصر قامته.
وأشار إلى أن الشيخ محمود شاكر أصدر كتابا يسمى "أباطيل وأسمار" يرد فيه على كتاب لويس عوض على هامش الغفران، وقد كان كتاب "شاكر" أضعاف حجم كتاب "عوض" لأنه عالم ومحقق فى التراث على العكس من "عوض" الذى لا يعد خبيرا فى هذا الشأن.