عبد المنعم فوزى

الستات عايزين إيه؟

الإثنين، 05 أبريل 2010 07:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يا عندليب متخفش من غنوتك قول شكوتك... واحكى على بلوتك الغنوة مش حتموتك كلمات صلاح جاهين الرائعة افتكرتها وانا اشاهد اعلانا فاضحا فى التليفزيون .السبب ان عمنا صلاح هو اللى صرخ و قال "البنت زى الولد مش كمالة عدد".المشكلة اننا دلوقتى فى زمن الشحن الرهيب من الإثارات الجنسية باستغلال جسد المرأة فى الإعلانات التجارية، والبرامج التليفزيونية.الدليل أن فضائياتنا العربية ملهاش شغلة غير الإثارة والتفنن فى تقديم المرأة بأشكال مختلفة من الإباحية والعرى.

بجد أنا متغاظ، بعد موجة الفيديو كليب والإعلانات الفاضحة الأخيرة التى اجتاحت العالم العربى، وجدت نفسى مستفزا وأنا أشاهد كل هذه المناظر الفاضحة، المحزن أن وسائل الإعلام المرئية ترى فى المرأة مجرد جسد وموضوع جنسى مش كيان إنسانى ...عايز أعرف هل تغير مجتمعنا فعلاً كما يظهر من الإعلانات أم أن هذه الإعلانات تريد أن تغيرنا؟

صحيح أن التقدم التكنولوجى فتح العالم على مصراعيه، العالم بقى قرية واحدة صغيرة.. النتيجة أننا أصبحنا نقلد العالم فى الأمور الشكلية بس، لأنه من السهل أن نقلد الأمور الشكلية التى تعطينا إحساساً زائفاًُ بالتقدم، فى حين أن التقدم الحقيقى صعب التحقيق لأنه ليس بالمظهر الخارجى.. الشىء المحير أن جمعيات حقوق الستات اللى بتصدعنا ليل ونهار عن تمكين المرأة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لا تتحرك لوقف هذا الإسفاف الأمر الذى يدعونا إلى التفكير هل هذه الجمعيات عايزة حقوق حقيقية للستات ولاّ مجرد وجاهة ومناصب .السبب أن جمعيات مناصرة المرأة فى أستراليا، اللى هيه قمة التحرر والانفتاح، خلت تليفزيونها الرسمى يمنع إعلانا تليفزيونيا لصالح إحدى شركات الإنترنت.. ليه بقى؟ لأن الممثلة باميلا اندرسون تظهر شبه عارية وجسدها مغطى بالقشطة، و تقدم مشاهد أقرب إلى الإباحية.

أستراليا مش هيه بس اللى رفعت راية الغضب من إباحية الإعلانات ولكن التليفزيون البرازيلى أيضا منع عرض إعلان المغنية والممثلة باريس هيلتون بسبب اعتراضات من بعض الجمعيات و كثرة الشكاوى التى وردت من المواطنين من بعض المشاهد المثيرة اللى هيه ايه؟.. هيلتون ترتدى فستانا قصيرا، أسود اللون، داخل عمارة زجاجية، تفتح ثلاجتها لتحصل على زجاجة، فيحصل ايه؟ . تبهر وتخطف وتشد عيون الجيران والمارة فى الشوارع وعلى الشواطئ.الإعلان استفز الجمعيات الخاصّة بالمرأة بعد أن تلقت شكاوى من مواطنين معجبهمش الإعلان وقالوا إنه ينتهك حرمه البيوت ولايراعى الخصوصية وبيشجع على كشف العورات ، مما أدى إلى منع عرضه فى التليفزيون وسحب كل النسخ. كمان تم حذف بوسة فى فيلم بسبب اعتراض الممثلة صاحبة البوسة لأن زوجها مش موافق.عمل ايه المخرج الأمريكى اللى بنقول عليهم بتوع انفتاح وسفالة وجنس حذف البوسة من المشهد وأعاد تصويره من غير بوسة مقالش انها حتخل من سياق السيناريو وان الاعادة حتكلف المنتج لكنه وافق وراعى البعد الإنسانى والعائلى للممثلة .المشكلة أن إعلان هيلتون ومشاهد باميلا لا تختلف كثيرا عن بعض ما يعرض من إعلانات وكليبات على الشاشات العربية بمشاهد أكثر إثارة وإباحية مفرطة وسوء اختيار للألفاظ التى لم تعد تخدش الحياء بس لكن بتجرحه وتشرحه وتقطعه حتت .المقرف إن بعض الإعلانات والأغانى تستغل أجسام النساء بغير مبرر وتجرح النفوس والمشاعر واحنا بكل صراحة خايفين على ولادنا وأنفسنا من هذا القدر من الانحطاط .كل ما نريده هو إعلانات وأغانى تراعى الحس السليم وتحترم المرأة، فمن المؤسف أن تتحول المرأة إلى سلعة جنسية لتسويق المنتجات .المشكلة أننا انجرفنا مع التيار ولا عودة للوراء، وأرى بكل أسف أن هذه الموجة ما زالت فى بدايتها بالرغم من انعكاساتها على حياتنا اليومية .المشكلة أن الأسوأ قادم وزبالة الحضارة هى اللى بتشد ولادنا الآن ، وبتنشرها وسائل إعلامنا بكل بساطة وبقت نموذجاً يحتذى به. الحل ان ننقذ المرأة من مستغليها ، وهى زى الرجل تماما انسان ووسيلة التنمية وغايتها. المراة بقت بتدرس و بتشتغل وبتساعد فى مصاريف البيت و كمان بتربى الأولاد ده غير شغل البيت يعنى دلوقتى المرأة حقوقها زى الرجل بالظبط لأنه ما بيعملش حاجة زيادة عنها. الغريب أن البعض يدعى أنها تعانى من الاضطهاد والتضييق، و ندرة الفرص . المشكلة أن أصحاب الأصوات العالية اللى بيصدعوننا ليل نهار بضرورة تمكين المرأة على اعتبارها كائنا مقهورا مهمشا يعيشون فى بلد غير الذى نعيش فيه ليه بقى ؟. أثبتت التحريات أن البنت أحسن من الولد ميت مرة.

لو راكب مترو أو أتوبيس وبنت دخلت وملقيتش مكان اتفرج على اللى هيحصل الشهامة تظهر واتفضلى يا آنسه والتانى يقوله والله ماهى قاعدة إلا هنا هو ينفع انتى تقفى واحنا قاعدين امال فين الشهامة والمرؤة لو راجل دخل لو حتى عيان وعجوز ومش قادر أنسى ولا حد يسأل فيه مع أن يتم تخصيص عربة بالكامل للسيدات ويا ويل اللى يقرب منهن.. كمان حكاية تخصيص 65 مقعدا فى البرلمان القادم للسيدات يعد مفهوما منافيا للديمقراطية ويتعامل مع السيدات كنوع مختلف من الكائنات البشرية وأثبت فشله.. الدليل على ذلك بدعة تخصيص نسبة 50% للعمال والفلاحين فى التنظيمات السياسية بحجة تحقيق المزيد من التمثيل لهذه الطبقات.. النتيجة نماذج متخلفة كممثلين للفلاحين والعمال وغالبيتهم من أصحاب الكروش المبرمجين على التصفيق على أى قرار للحكومة.

القصة وما فيها أن المرأة الآن تعمل فى جميع المجالات ونحن الرجال نريد التمكين والمساواة وسأظل أقول شكوتى وأصرخ بأعلى صوتى.. كفاية بقى مناظر عايزين بقى موضوعية.

* نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة