سلامة حربى

الإدارة بالفهلوة

الإثنين، 05 أبريل 2010 07:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غريب وعجيب ما يحدث فى بلدنا العزيزة مصر، فكل شىء يدار بعشوائية وهمجية ويتصرف كل وزير أو محافظ أورئيس أى حاجة أو حتى خفيرنظامى فى عزبتة الخاصة كما يشاء حيث تحولت الوزارات والمحافظات إلى عزب وإقطاعيات للسادة أصحاب الكعب العالى الوزراء يفعلون فى هذه العزب كل ما يحلو لهم وجميع العاملين مجرد أدوات تفعل ما يمليه السيد الولى صاحب العزبة.

وبالطبع تنجح الوصفة السحرية المستوردة من بلاد الواق واق ويحتل مكان الصدارة لدى المسئول سابق عصره وآوانه أصحاب الريادة فى الطبلة والزمارة، فالوصفة السحرية أكيدة المفعول تعطى الأولوية فى تولى المناصب القيادية لملوك الكوسة والبامية وكل أنواع الخضروات وبعدها يأتى دور أهل الثقة من العميان والطرش الذين لا يسمعون ولا يبصرون وكأنهم خشب مسندة وعليهم تنفيذ أوامر السيد الوالى دون نقاش أو تبرم أو ضجر بشرط تنفيذ الأوامر بحذافيرها وبالطبع من بين هؤلاء من له قرون إستشعار تسمع دبة النملة السوداء فى أعماق الجحور وحتى لو قالت نملة لأختها أنا حامل وهذا الفريق من العسس له مكانة مميزة ويحصل على مكافآت وهبات ومنح.

والفريق الثالث الذى يشارك فى غرق السفينة هم أهل الطبلة والزمارة الذين لا يشق لهم غبار فى مسح الجوخ والأحذية وكيل قصائد النفاق الرخيص والتملق فى مزايا المسئول الذى يقبع على الكرسى أى مسئول والذين يتفننون فى إسناد كل الإنجازات التى حدثت فى الوزارة أو العمارة للمسئول الجديد ويعددون أنجازات ربما حدثت فى عهد خوفو وبعضهم من يسند للمسئول أنه هو الذى وضع اللبنة الأولى فى بناء الهرم الأكبر وحتى ينالوا الرضا السامى لابد وأن يلعنوا سلسفيل المسئول السابق ويختلقوا الأكاذيب ويرمونه بالباطل وللأسف يقع المسئول المقدام فى فخ أصحاب الزمارة لأنه مؤمن أنه سيظل فى الوزارة أقصد العزبة التى ورثها عن أجداده طالما يجيد اللعبة وينفذ تعليمات الأسياد فى أقل من فيمتو ثانية وفى ظل هذا المناخ المفعم بالفساد يتوارى أصحاب الكفاءة والخبرة ويشعرون بالغربة فى الوطن ولا يكون أمامهم سوى خيارين لا ثالث لهما إما الانزواء حتى تنقشع الغمة وإما ترك الجمل بما حمل أو الهجرة إلى الخارج بلا رجعة.

ومما يؤكد أننا أصحاب ريادة فى الادارة بالطبلة والزمارة أنه لا توجد سياسة لأى وزارة وتفصل الوزارات على مقاس الوزراء بعكس كافة دول العالم حيث تكون هناك أستراتيجية لكل وزارة ويكون الوزير مجرد ترس فى منظومة متكاملة لكل فرد دور محدد فيها.

وهناك نموذج أسوقه تؤكد أنه لا توجد سياسة لأى وزارة فها هو وزير التعليم الجديد ينسف كل ما فعله الوزير السابق ويعطى أستمارة ستة لجميع المستشارين، كما وجدت جميع قيادات الوزارة نفسها بين غمضة عين وأنتباهتها فى خبر كان.

* مساعد مدير تحرير الأهرام المسائى





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة