بين الحقول الواسعة، والطبيعة الساحرة، تحت السحابات العالية فى السماء الصافية، كانت سلاسل ذهبية من الشمس المشرقة تتخلل جمعنا عندما نسير معا، أو نجلس عند اطراف أحد الحقول، وكان نسيماً لطيفا يداعب وجوهنا عندما نجرى أو نلعب الكرة .. كان ــ ومازال ــ يوم عطلة من الدراسة والعمل، كنا نستيقظ مبكراً، نلون البيض ونعد الفسيخ والبصل الأخضر للغداء.. هكذا كان هذا اليوم ــ يوم شم النسيم ــ فى الماضى . لكن كيف أصبح اليوم ؟!
حشود من العائلات تفترش كل الأماكن العامة والخاصة، ألوان زاهية و فرحة مبهجة، وجوه باسمة و أطفال يلهون ويلعبون، أعتقد أن هذا هو الجانب المشرق الوحيد فى اليوم، وغالبا ما يكون فى الساعات الأولى منه فقط.
ومع إقبال الشمس على غروبها لتعلن نهاية اليوم، تجد كميات ضخمة من بقايا الفسيخ والأسماك المملحة منتشرة فى كل مكان، بقايا البصل الأخضر تظل مفترشة الأرض، قشور البيض ذات الألوان الزاهية، أكياس وبقايا أطعمة مختلفة مبعثرة بشكل عشوائى فى كل مكان، روائح غريبة تنطلق من تلك الكميات الهائلة من البقايا، لتضاف إلى روائح وعودام موجودة بالأساس، ما تم إحداثه فى يوم قد يتطلب أسبوعا أو شهراً لتنظيفه، وعلى عكس الزهرة التى يفوح عبيرها كى يملأ المكان ويستمر يوما بعد يوم، تجد أن يوم شم النسيم (عيد الربيع) يفوح بروائح غريبة كريهة.. على غير اسمه تماماً.. فيا ترى أين اختفى النسيم ؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة