أحمد صلاح محمود يكتب: فى انتظار عشق لا يأتى

الإثنين، 05 أبريل 2010 07:21 م
أحمد صلاح محمود يكتب: فى انتظار عشق لا يأتى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلست بجوارى ودهشت عندما وجدت فى يدى ديوان شعر، نظرت إلى مستطلعة ملامحى وكأنها تختبر رد فعلى، قبل أن تلقى بسؤالها شجعتها برسم بسمة خفيفة على وجهى، قالت:
(لسه فى حد عنده وقت يقرأ شعر؟) قلت لها: (أيوه لسه فيه كتير) تلقت إجابتى وسافرت بعيداً إلى مدنها الخاصة التى لا أعلم عنها شيئاً لكنى لاحظت تلالاً من الحزن فى عينيها وعلى قسمات وجهها خمنت أن بداخلها أوجاعاً تكفى أهل مدينتى جميعهم وتفيض.

ولم أشأ أن أثقل عليها أكثر أو ان أتابعها حتى بعينى كى لا تلاحظ فتزداد خجلاً على خجل لكنها فجأة سألتنى (بما أنك مثقف دعنى أطرح عليك سؤال هل من الممكن أن يظل الإنسان يدفع ثمن ذنب لم يرتكبه طول العمر؟ وما الحال إذا كان الأمر ليس أساساً ذنب؟ أتعرف عمرى الآن خمسة وعشرون عاماً وشقيقتى ثمانية وعشرون وأخانا الأكبر ثلاثون عاماً وأكاد أجزم أن أحداً منا لم يحب ليس لنقص فينا أو عيب وليس لعجز فى المال أو انعدام رغبة فى العشق كل ذنبنا أننا نعيش فى قرية صغيرة تقع فى أطراف المدينة مشكلتنا الكبيرة والوحيدة أن أبى تاجر كبير وورث عن أبيه مال وفير وأرض كثيرة وعقارات شتى فى قرية من يمتلك فيها عشرة آلاف يعتبر نفسه من الوجهاء وتخيل نحن ندفع ثمن ثراء أبينا لا أحد نعم لا أحد يمتلك الشجاعة كى يتقدم لخطبتنا أنا وشقيقتى الكل يخشى منا.

يخشى من أن نطالبه بما لا يطيق حتى زملاءنا فى الجامعة كانوا يخافون وفى العمل الان يخشون حتى المحاولة. نعم نحن نعمل ليس بحثاً عن المادة بل تحقيقاً للذات وبحثاً عن متنفس نخرج فيه بعض أحزاننا. أتعرف أشعر بأخى يكاد يجن حزناً علينا وعلى حاله يريد أن يحب ويتزوج ويخشى أن فعل أن يجرحنا.

مسكين أخى عمره يضيع بدون ذنب.
أسمع أمى تدعو لنا وأبى لايمل من الصلاة والسجود
ملعون هذا المال الذى يحزن صاحبه ليتنى كنت فقيرة
لمحت دمعة فى عينيها وهى تحمل حقيبتها لتمضى ولا أدرى لماذا رتب لى القدر أمر لقائها؟
هل لتزيد أحزانى أحزاناً ما كنت أنقصها؟
ربى أسعد أيامها
وامنحها فرحة من عندك
واعطها ما تريد





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة