صدر عن دار دون للنشر والتوزيع، للكاتبة والناقدة هويدا صالح، متوالية قصصية بعنوان "الحجرة 13"، تعتبر "الحجرة 13" تجربة خاصة بالنسبة للكاتبة هويدا صالح، حيث تقول عنها: كانت الكتابة هى مقاومتى الحقيقية للخروج من هذا النفق المظلم، فهى تمثل لى كتابة الألم، وربما فى الحقيقية كانت كتابة لأحيا، أو لأعود من جديد فى حياة الآخرين، إن الحجرة 13 لم تكن كتابة رفاهية أو كتابة من أجل الكتابة، بل كانت كتابة كى لا أموت لأحيا من جديد.
ومنذ الصفحات الأولى للمتتالية تفاجئنا الكاتبة بإصابتها بورم فى الرحم يتشكل تحت يديها بمجرد مرور الطبيب بقلمه على مكان الورم، فبطلة النص تخبرنا بأنها بعد تجربة العملية الجراحية التى تعرضت لها شعرت بأن روحها تاهت منها، وأنها تركتها هناك فى طرقات مستشفى الأورام بالقاهرة، فكانت الأشياء جميعها لها طعم مرير فى فمها، ثم راحت الكاتبة تتذكر علاقتها بأشيائها الحميمة، وتذكر الخطوات الخمس التى عاشتها طوال ما يقرب من الأربعين، وتتعجب من ضياع كل هذا.
وتوضح هويدا صالح قائلةً: ففى عمرة الدار روايتى الأولى بنيت بناءً روائيًا محكمًا وقدمت شخصيات فيها بعضاً من روحى، وبعضًا متخيلاً، وكان رابطهم هو المتخيل السردى والبناء الروائى، وفى روايتى الثانية "عشق البنات" قدمت نماذج لنساء يقاومن الانسحاق والقهر، ويرفعن أصواتهن فى وجه الرداءة، ويرفضن من يؤثمهن فقط، لأن لديهن وعى بأجسادهن، وفى عشق البنات كان صراع روح الأنثى ضد التأثيم والتهميش والتدنيس من قبل الذكورة والفحولة، لكن فى "الحجرة 13" كان الوضع مختلفًا كثيرًا؛ فلقد أخذت ذات الأنثى وعلاقتها بجسدها، وما يتعرض له من آلام وفقد، وقسمت تلك الآلام وذلك الفقد إلى مراحل عمر الأنثى، من أول الفقد الأول الذى تعانيه، وتظل تعانى منه بقية حياتها وهو جزء بعض من أنوثتها، ومحاولة إخصاء جسدها فى عملية الختان إلى فقد الابن أو البنت مرورًا بفقدها لبعض أعضائها، فالحجرة 13 رحلة الفقد التى تعانيه المرأة منذ أن تكون غضة وحتى تصير امرأة.