أحمد درويش: إبداع المثقفين يعانى من "الأنيميا"

الجمعة، 30 أبريل 2010 03:51 م
أحمد درويش: إبداع المثقفين يعانى من "الأنيميا" مناقشة ديوان "كأنك أنت" بنادى دار العلوم
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الناقد الدكتور أحمد درويش إن ما يشكو منه النقاد هو أن كثيرا من إبداع المثقفين يعانى من "الأنيميا" الثقافية، ولا نحب أن يكون المبدع على هذا القدر من الفقر الثقافى، ولا نحب أيضًا أن تكون هناك "تخمة" فى النصوص الأدبية، يحشو بها المبدع عمله مما يعيق القارئ عن القراءة، مطالبا كل المثقفين بالقسوة على أنفسهم حتى يقدموا لنا نماذج يحتذى بها.
جاء ذلك خلال الجلسة النقدية التى عقدها نادى دار العلوم بالتوفيقية، مساء أمس، لمناقشة ديوان "كأنك أنت" للشاعر حسام جايل، والصادر عن دار الفاروق، وشارك فيها كل من الناقد الدكتور أحمد درويش، والناقد الدكتور حسام عقل، والناقد الدكتور محمود الضبع، وأدارها الشاعر والناقد أحمد حسن.

وأوضح درويش أنه على النقاد أن يعرفوا متى يكون من المهم أن نتحدث مثلاً عن "صورة الماء" ونفرق بين شاعرين فى استخدامها وتناولها. مضيفًا: "فأنا أحب الفلسفة فى الشعر، وأخاف من الفلسفة فى الشعر أيضًا، حتى لا تضيع قيمة العمل الأدبى".

وأكد درويش على أننا لا ندرك جيدًا المرحلة الأساسية فى التحول التى تحدث بين حدوث التجربة للشاعر كإنسان، ورصد التجربة للشاعر كشاعر، فهناك مرحلة من الاختمار لا بد أن يمر بها الإنسان، وليست لدينا وصفة سحرية لنصفها، ولكن لدينا الإحساس، والذى يستطيع الشاعر أن يعبر به عن الأنا لديه فقط، والأنا العامة. وأكد الناقد الدكتور حسام عقل على أن ما يعيب الكثير من المبدعين هو استخدامهم للإكليشيهات والعبارات الجاهزة، وأنه إذا ما قمنا بحذف توقيع المبدعين من أعمالهم، لما استطعنا التفريق بينهم.

وعن الديوان قال عقل إن أول ما يلفت النظر هو عنوان الديوان "كأنك أنت"، فهل تعكس هذه العبارة حالة تشكك فى الذات والهوية؟، مضيفًا: "فأنا أفترض أن الذات الشاعرة تتجلى صورتها فى المرآة، ثم جاءت عنها هذه العبارة التى هى عنوان الديوان، فهل يعنى هذا أيضًا أن الذات الشاعرة عاجزة عن تحديد سماتها وهويتها"، وأشار عقل إلى أن الشعراء فى تعاملهم مع الهوية صنفان، صنف ينكر هويته بالكلية، مثلما قال ابن الرومى "أنا من خف واستدق فما يثقل أرضًا ولا يسد فضاء"، وصنف آخر من الشعراء امتلأوا بالهوية، كالمتنبى مثلاً والذى تحدث النقاد عن نرجسيته.

وأضاف عقل أن من أهم سمات الشاعر فى ديوانه هو فرادته واستخدامه لمعجمه الخاص، وهذا ما نجده فى مفردات مثل "اقتياد الظن"، و"استمطار الأشياء"، مؤكدًا "لم أجد شاعرًا يعبر عن معاناة الإنسان بهذه المفردة من قبل".

وأوضح د.محمود الضبع فى قراءته لديوانه أنه يمكن الانطلاق من المدخل الصوفى لقراءة الديوان، حيث إن الشاعر اعتمد فى ديوانه على متكئات ثلاث فى تشكيله وهى، الاتكاء على المعجم الصوفي، المعنى الصوفى، والاتكاء على الفكر الصوفى المتمثل فى (القلق، الترقي، السعي، الوصول، الحلول، الاتحاد)، وذلك بالاعتماد على الصوفية التراثية، أو تقديم الصوفية المعاصرة، ومثاله قصيدة بطاقة شخصية التى يتوحد فيها مع الريح والنار والشعر والطين والماء، بما يفتح المساحة للتأويلات المتعددة فى قراءة النص.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة