أصدرت دار "آفاق" للنشر، الترجمة العربية للقصة الروسية "فى المستشفى" للروائى "فالنتين راسبوتين" وترجمة "أشرف الصباغ"، والتى اعتبرها النقاد تشخيصاً دقيقاً لحالة روسيا فى مرحلة التسعينات، وتعبيراً دقيقاً عن حالة الانهيار العام الذى ساد فى فترة حكم بوريس يلتسين ومجموعة الليبراليين الذين سيطروا على الكرملين آنذاك، وأمعنوا فى بيع ممتلكات الدولة للشركات الأجنبية.
وقد تعامل القراء مع هذه القصة كأيقونة إنسانية تجمع بين الدينى والقومى فى فكر فالنتين راسبوتين الذى يختلف كثيراً عن الكاتب والمفكر الروسى "ألكسندر سولجنيتسين" فى فكرة الداخل والخارج، فمؤلف "فى المستشفى" يفضل العمل فى الداخل، والمواجهة على الأرض، محل الخلاف، وظلت هذه النقطة تمثل خلافاً واضحاً بينه وبين سولجنيتسين لسنوات طويلة.
وتبدأ وقائع "فى المستشفى" فى الأسبوع الثالث بعد خروج إليكس بتروفيتش نوسوف من العملية، وشعر بأنّ حالته سيّئة للغاية، أخذ ينزف، لم تأتِ الأدوية بجدوى، وصفّى، ربما، نصف دلو من الدم فى المرحاض، ويواصل "راسبوتين" روايته مشخصا المرض الذى لا يقتصر على الألم الجسدى وحده بل الألم الجسدى والنفسى معاً، وكأنه يضع من خلال المرض تشخيصاً لحالة بلاده فى تلك الفترة والتى كانت فعلاً فى غرفة الإنعاش.