وليد طوغان

الطريق إلى الإنسان الكامل

السبت، 03 أبريل 2010 08:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وأصدرت الزميلة حنان أبو الضياء كتابها عن الجينات، رغم مناشدتى الإسراع فى الانتهاء من كتابها عن صالح مرسى، ومحمود عوض وأحمد زكى.

حنان قالت- وقتما كان كتاب الجينات لايزال مشروعا– إنها تفضل شرح تفاصيل أبحاث الجينوم البشرى المعقدة بطريقة مبسطة.. وقد نجحت فى ذلك، ولو أننى أعتقد أن كتابا عن محمود عوض وصالح مرسى كان كلاما فى الجينات أيضا، فعم صالح رحمه الله كان عبقرياًّ، والأستاذ محمود عوض لم يخلو طوال حياته من جينات الإنسانية والمنطقية فى التفكير.. كذلك الرائع الراحل أحمد زكى.

كتاب حنان الجديد مهم إلى درجة كبيرة، تأكدنا من هذا بعدما قرأ زميل لنا عنه فى الصحف فطلبها تليفونيا للاطمئنان عليها بعد "الخطب الذى أصابها فى جيناتها".

زميلنا حسن النية لم يكن يعرف عن الجينات شيئا، مثله مثل كثيرين يهتفون لزويل، مع أن معلوماتهم عن الفيمتو ثانية مثل معلومات فلاح بسيط عن إمارة ليختنشتين. ويصافحون البرادعى فى المنصورة باعتباره مندوب بنك دولى جاء يغرقهم بالدولارات.. مع أن "الحداية" لا تلقى من السماء بالكتاكيت!

حنان رصدت المجهود الدولى لأبحاث الجينات، والميزانيات الرهيبة للوصول إلى إنسان سوبر، بلا أمراض وراثية ولا معاناة حياتية.. ولا غباء.

أبحاث الجينوم بعد نجاحها سوف تقضى على الغباء الإنسانى فى طريقها للسوبر مان، فالعلماء فى طريقهم لتحليل شفرة الرجل والمرأة الوراثيتين ثم يفصلون الخصال السيئة والسلوكيات غير الرشيدة، ثم يعيدون التلقيح فى عملية معقدة للوصول إلى "الإنسان الكامل".

بالجينات حاول الروس حتى الساعات الأخيرة قبل سقوط الاتحاد السوفيتى التوصل لخريطة الجنس الأمريكى الجينية، تحضيرا للهجوم على العاصمة الأمريكية بقنبلة "انتقائية" تقتل الجنس الأبيض، وتترك الأجناس الحمراء والصفراء والسوداء، لكن ميخائيل جورباتشوف كان أسرع بقنبلة "البروسترويكا" التى قضت على الجنس الشيوعى.. فلم يبق منه سوى شراذم فى اليمن والعراق وسوريا.. وحديقة الجريون بالقاهرة.

وعام 1974 حاول الروس تجميع أصوات الأنبياء من السماء، بهدف تحليلها لمعرفة خصائصهم الجينية.

قالوا إن الأصوات ليست أثيرا، أى أنها لا تتلاشى، إنما ترتفع فى طبقات الغلاف الجوى العليا وتبقى معلقة حتى تجد من يلتقطها مرة أخرى.

الفكرة جيدة، لكن التنفيذ كان صعبًا حتى ظهر البروفيسور يورى ميدالنوف الذى ابتكر جهازا بالموجات فوق الصوتية وثبته فى صحراء سيبيريا وجلس يراقب ما يمكن أن يلتقطه الجهاز من أصوات بنى آدمين عاشوا، وتكلموا فى تلك المنطقة من آلاف السنين.

العالم مهووس بالطفرة التى حدثت مؤخرا فى أبحاث الجينات، فما توصل إليه العلماء العشرين عاما الأخيرة ليس سهلا.. والذى سوف يتوصلون إليه العشرين عاما القادمة لن يكون سهلا هو الآخر.. السهل الوحيد كان كتاب حنان أبو الضياء رغم صعوبة الكلام فى "الجينوم البشرى" و "كروموسومات بنى آدم".

• مساعد رئيس تحرير جريدة روزاليوسف






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة