يدعو كمال غبريال فى كتابه "البرادعى وحلم الثورة الخضراء" الصادر حديثا عن دار "دوّن" والذى اعتقل بسببه ناشره أحمد مهنى إلى تأسيس حزب "البرادعى" الذى سيقود ثورة التغيير الخضراء.
يتكون الكتاب من 18 مقالاً عنونها غبريال "هل نعشق الحرية"، "سنوات اللا حسم"، "مصر مجرورة بالفتحة"، "فى الطريق إلى دولة فاشلة"، "الوطن بين التنوع والتوحد"، "الثبات فى عالم متغير"، "لعنة الدور الريادى"، "نعم للعرب لا للعروبة"، إلى أين تتجه مصر"، "مصر وإعادة الهيكلة"، "مقاربة لمصر المستقبل"، "دعوة ترشيح البرادعى" و"يوم يفرض الشعب إرادته"، "فرصة ذهبية للمشاركة"، "لحظة من فضلك يا د. البرادعى"، "طريق البرادعى عقبات وشراك"، "النظام المصرى والشرعية التوافقية"، و"البرادعى والثورة الخضراء".
يقول المؤلف فى المقدمة "مع مد أيدينا وفتح أحضاننا للدكتور محمد البرادعى، الذى ننظر إليه لا كمخلص هابط من السماء، ليحقق لنا كل ما نحلم به ونحن مسترخيين على فُرُشنا أو مقاعدنا الوثيرة.. ولا نستقبله ليقود قطيعاً تتعلق عيناه بعصا الراعى، فلقد شبعنا من تجارب الزعماء الملهمين والقادة الضرورة".
يؤكد المؤلف فى هذا الكتاب أن "البرادعى" ظهر بينما نحن منكبون نبحث ونتقصى، وعيوننا وقلوبنا معلقة بأى بادرة ضوء تشير إلى نهاية ما ولو نفق مظلم يحتوى مسيرتنا منذ قرون طويلة.
وهاجم غبريال فى الكتاب "جماعة الإخوان المسلمين" مؤكدا على أنها ارتكبت العديد من الجرائم البشعة ووصف غبريال هذه العمليات بالقتل المقدّس، مشيرا إلى أنها ضخت الفكر العنصرى فى مصر، يقول جبريال عن الإخوان المسلمين فى الكتاب:
" تلك الجماعة التى نبتت فى أحضانها عصابة العسكر التى اغتصبت الحكم فى مصر فى يوليو 1952، فقاموا بحل جميع الأحزاب السياسية المصرية وحظرها، ليسمحوا فقط لجماعتهم الأم بالعمل فى الساحة المصرية، ثم لم يلبثوا أن اكتشفوا أن الوكر الذى ينتج العقارب، لا يمكن إلا أن يعيد لدغ عقارب من تسموا "بالضباط الأحرار"، حتى لو كانوا هم ذاتهم من إنتاجها ومنتسبيها، فكان أن بدأ مسلسل مطاردة فيض المخربين والمجرمين، التى كانت ومازالت تلك الجماعة تنتجهم بأعداد وفيرة، مستغلة تدين الشعب المصرى وجهله وسذاجته!!".
يتضمن الكتاب أيضًا مقاربات للعقبات المتوقع مواجهتها خلال السعى للتغيير المنشود، وللفخاخ التى يمكن أن تسقط فيها أى حركة إلى الأمام، كما حاول المؤلف تصور أكثر من سيناريو لمسار الأحداث، لنكون على أهبة الاستعداد لمواجهة كل حالة بما يناسبها، متمسكين على الدوام بإصرارنا على السعى ببلادنا نحو الحداثة التى لا مهرب لنا منها، ولا نجاة لنا بغيرها، إلى جانب ذلك فإن مقالات الكتاب، تحاول تشخيص ملامح الواقع المصرى السياسى والثقافى بصورة عامة، وتحديد طبيعة الأزمة التى تعانيها البلاد، تليها تلك المقالات التى تعالج المسيرة المصرية المأمولة لتأسيس عقد اجتماعى جديد، ويضع فيها روشتة للمرحلة المقبلة، وماهو أكثر من مجرد وضع هذا الرجل أو ذاك فى موقع رئيس الجمهورية، ويؤكد أننا لا بد وأن لا نفهم دعوة التغيير على إنها دعوة للانقياد لعبقرية ملهمة قادمة من الخارج، أو لبضع من كهنة المعارضة التى أثبتت فشلها بجدارة، بل على أنها صيحة لكى نستيقظ جميعًا، لذلك فعلينا أن ننفض عن عيوننا آثار قرون طويلة من النعاس، ليساهم كل منا بما يستطيع فى بناء مصر الحديثة، وفى دفع عجلة تطورها للأمام.
الجدير بالذكر أن "كمال غبريال" كاتب مصرى ينتمى إلى التيار المسيحى العلمانى وقد صدر له من قبل عدة كتب آخرها "الأقباط والليبرالية" الذى صدر عن دار هفن، إلى جانب "البرادعى والثورة الخضراء" الذى أدى لاعتقال الناشر".
اعتقال ناشر بسبب كتاب عن البرادعى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة