خلال الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكى باراك أوباما أعيد اكتشاف شبكات التفاعل الاجتماعى بالولايات المتحدة مثل فيس بوك وتويتر ويوتيوب، وظهرت من أهم أدوات الدعاية الانتخابية، لتستمر بعد انتهاء الحملة كإحدى وسائل الاتصال التى لاقت أصداءً إيجابية بين السياسيين والمواطنين باعتبارها تضيف لمحة شخصية وحميمية بين الجانبين.
الحزبان الديمقراطى والجمهورى بالولايات المتحدة أدركا جيدا أهمية تلك الشبكات الاجتماعية وإمكانية استخدامها ليس فقط لبث رسائل للمواطنين، ولكن للاستماع لآرائهم واقتراحاتهم بشأن العديد من القضايا، وذلك انطلاقا من مبدأ العمل من أجل المواطنين، فكل حزب منهما أستوعب أن استخدام تلك الوسائل للاستماع للآراء المختلفة أهم من استغلالها فقط لبث رسائل الحزب للمواطنين.
نموذجان من كل حزب قدما صورة حول أهمية تلك الوسائل فى العملية السياسية فى الولايات المتحدة، قابلتهما "اليوم السابع" بصحبة الوفد الإعلامى الذى قام بزيارة إلى واشنطن بدعوة من مكتب الصحافة الأجنبية بوزارة الخارجية الأمريكية، حيث ألتقينا النائب الجمهورى جيسون تشايفيتز، وجيريمى بيرد، نائب رئيس مؤسسة التنظيم من أجل أمريكا، وناتالى فوستر، مديرة الإعلام الجديدة باللجنة القومية الديمقراطية.
و قال جيريمى بيرد، خلال عمله بالحملة الإنتخابية لأوباما أستطاعوا أن يجمعوا مؤيدين للمشاركة بالحملة عبر فيس بوك وتويتر وصل عددهم إلى 150 ألف أمريكى فى ولاية بنسلفانيا وحدها، موضحا أن الفكرة تتعلق بكيفية استخدام الأدوات المتاحة فى مكانها المناسب، حيث قال إنه فى بعض الولايات التى لم يكن استخدام الإنترنت بها على مستوى واسع، اعتمد القائمون بالحملة على الرسائل النصية عبر الهواتف المحمولة التى تنتشر عبر أنحاء تلك الولايات، مثلما حدث فى ولاية ساوث كارولينا.
فى حين قالت ناتالى فوستر، إن المثير للاهتمام فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا فى الحملات، هو مدى التأثير الذى أحدثته تلك الأدوات والمواقع التفاعلية عند استخدامها مع الأدوات الأخرى فى الحملة، كما تحدثا عن أهمية الاتصال الشخصى مع المواطنين حيث قالا، إن الرئيس أوباما يتلقى آلاف الرسائل الخطية يوميا من المواطنين الأمريكيين ويحاول البقاء على إطلاع على أكبر عدد منهم للتواصل مع الشعب الأمريكي.
و فيما يتعلق بالنائب تشايفيتز فقد أوضح أنه يقوم بمخاطبة المواطنين الأمريكيين فى ولايته (يوتاه) عبر موقعه بمختلف الوسائل المتاحة، خاصة وأنه يحاول البقاء على اتصال مستمر معهم حتى أثناء تواجده بواشنطن، من خلال صفحته على الفيس بوك، وتويتر، كما يقوم بتسجيل مقاطع فيديو له يرد من خلالها على الأسئلة التى ترده، بل ويهتم تشايفيتز بإعلام المواطنين بآخر الأخبار داخل الكونجرس الأمريكى، حيث يقوم بتحديث صفحاته ومعلوماته من داخل قاعة المجلس وفقا لآخر التطورات.
أغتنم الصحفيون الفرصة خلال لقاء تشايفيتز لطرح عدد من الأسئلة حول السياسية الخارجية للولايات المتحدة والوضع بالشرق الأوسط، حيث أجاب تشايفيتز على أسئلة الصحفيين حول إيران، وما إذا كانت فكرة اتخاذ إجراء عسكرى ضدها أمرا مطروحا لدى الإدارة الأمريكية، حيث قال إنه لديه مخاوف عميقة تجاه حيازة الحكومة الإيرانية لسلاح نووى، وأضاف أنه يعتقد أنه من مصلحة وأمن المنطقة والعالم بأكمله ألا يتم السماح بحدوث هذا، وقال إن هناك شعورا قويا بأن الإيرانيين يحاولون خلق شىء ما يساعدهم فى صنع قنبلة نووية وأضاف "خبراتنا مع إيران تقول إنه لابد ألا نسمح بحدوث هذا".
وأوضح أنه يؤيد قيام الولايات المتحدة بضرب إيران فى حالة التأكد من قيامهم بتطوير سلاح نووى، مشيرا إلى أنه لا يجب حذف هذه الاحتمالية.
وأشار تشايفيتز إلى أنه لا يتفق بشكل كلى مع سياسة بلاده الخارجية، وأضاف "لدى مخاوف حقيقية حول فكرة إرسال مائة ألف من القوات الأمريكية لأفغانستان"، موضحا أنه يدعم قوات بلاده ولكنه لديه تحفظات على الأعداد، وقال"الولايات المتحدة فى رأيى هى القوة القصوى أو الكبرى فى العالم ولابد أن تستمر فى كونها كذلك، من الناحية الاقتصادية والعسكرية، ولكن من المهم أن نضمن التوازن وعدم الإفراط فى استخدام تلك القوة، فأنا لا أريد أن تكون الولايات المتحدة هى شرطة العالم، فهذا ليس دورنا أو من مسئوليتنا".
بعد الانتخابات الأمريكية..
إعادة اكتشاف "فيس بوك " و"تويتر " بالولايات المتحدة
السبت، 03 أبريل 2010 04:11 م
الرئيس الامريكى بارك أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة