طالعت إحصائية مدهشة تقول إن 50%من المرضى بالمستشفيات المصرية مصابون بأمراض جذورها نفسية، وطبقا للدراسات هناك أنواع كثيرة من القلق المسبب لإنهاك الطاقة النفسية، فالكبد النفسى يؤدى إلى إضعاف المناعة وبالتالى جعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة...
ومن أهم مسببات القلق الخوف من المستقبل أو على المستقبل فمن الأخطاء الشائعة أننا نحمل هم الغد بقوة حتى العبث، فكثيرا من المصريين وهم يتناولون غداء لذيذا قد يتساءلون(ياترى فيه أكل يكفى بكرة؟!) وهذا يرجع إليه غالبية القلق الذى يعانى منه المصريون.
ولعل العلاج يتمثل فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذى يعد علاجا نفسيا ناجعا لهذا القلق(من بات آمنا فى سربه مالكا قوت يومه فقد حيزت له الدنيا) إذن عليك أن تفكر فى اليوم هكذا يقول الرسول وكذلك يقول المسيح، "فلا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه يكفى اليوم شره" (متى 6-34 ) كما قال المسيح"خبزنا كفافنا أعطنا اليوم" أى كان يدعو من أجل خبز اليوم فقط لم يكن يفكر فى خبز الأمس الفاسد أو من أين يأتى خبز الغد.
فالأمس ليس إلا حلما والغد ليس إلا خيالا...وهذا لايعنى أن نترك التفكير فى المستقبل تماما ولكن يجب أن نستعد له ولكن لا نهتم، وحين تبدو الأمور كئيبة فى المستقبل يجب أن اتركها لأن التفكير فيها سينغص على حياتى. تخيل أن المستقبل خارج نافذة بيتك وأغلقها فى مخيلتك وعش يومك فقط .
كلنا يعرف الساعة التى اخترعها المسلمون وكانت فجوتان من الزجاج بينهما انبوب دقيق من الزجاج يمرر الرمل واحدة - فقط – تلو الأخرى من تجويف لآخر، تخيل أيامك كحبات الرمل وجهازك العصبى كالانبوب الدقيق فهو لايحتمل الا التفكير فى يوم واحد، فقط فلو مرت أكثر من حبة رمال لتكسر الأنبوب.
فكل إنسان مهيأ لتحمل عبء اليوم الواحد مهما صعب ويكون قرير العين محبا صبورا حتى تغرب شمس هذا اليوم.فإذا كانت هناك كارثة سوف تحدث يوم الخميس وأنت يوم الاحد مثلا فإذا فكرت فيها بشدة وقلقت؛ صدقنى قد تموت قبل أن تصل إلى يوم الخميس!لذلك يجب أن تقرأ هذه الأبيات للشاعر الرومانى(هوراس)
ما أسعد الرجل ما أسعده وحده
ذلك الذى يسمى اليوم يومه
والذى يقول وقد احس الثقة فى نفسه
يا أيها الغد كن ما شئت
فقد عشت اليوم لليوم
لا غده ولا أمسه
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة