إلى زوجتى أم العيال، تحية طيبة وبعد..
أدعو الله أن تكونى بخير ويصلك خطابى هذا ويكون لديك الوقت لقرائته والرد عليه لأنى خلاص بعيد عنك اتخنقت من الجرافتة وقربت أسلم نمر وأرفع الراية البيضا ياحمو.
السيده الفاضلة زوجتى حضرتك عارفة ما يقوم به أى شاب بعد التخرج من التخبط من عمل لعمل ليجمع ما يستطيع جمعه ليشارك زوجته فى مشروع زواج ولا يعلم أحد سوى الله هل سينجح أم لا؟ وتلاحظين أن الرجل يطفح الدم والقوتة وأحيانا يهاجر وأحيانا كثيرة يدوس على كرامته من أجل شراء بطيخة زواجه ولا يعلم ما بها من ألوان هل حمرا فى اليابان أم بيضا فى ميت عقبة.
السيده الفاضله زوجتى.. رسالتى إليك بعدما فاض الكيل ووصل للركب الزبد ولا أظلمك ولا أبخسك حقا فيكفى أنك وفية، بالإضافة إلى ما تقومين به من عمل البيت وترتيب ملابسى وإعداد لقمتى والخروج معك غصب عنى لأمك.. بس.. بس مش ده الزواج اللى كنت بحلم بيه.. كنت بحلم بزواج هادى ترفرف عليه الحنية والسكينة.. فاكرة حضرتك أيام الخطوبة عند الكلام معاكى ولون خدودك كان بيغار منه الورد البلدى.. فاكرة صوتك الهامس المنخفض كان يغار منه هديل الحمام وكنت اقترب بأذنى كثيرا منكى لأسمع ما تقولين ومرات أحادث نفسى هى شايلة البلعوم؟.. فاكرة العقل والتريث والأخد والعطا فى المناقشة والإقناع الهادى فى حل مشاكلنا.. فاكرة كانت ضحكاتك كلها ابتسامات بدون صوت وكانت غضباتك كلها صمت وخجل وحمرة وجه وكنتى تجبرينى على أن أصالحك وأتودد وأتقرب أكثر إليك.. فاكرة عندما كنت أقول لك إنى أجلس على أحر الجمرات فى العمل متشوقا للرجوع للبيت حتى أنعم برؤياك وحنانك.. الله يرحم.. فاكرة لما كنا نتسامر سويا ونلعب مثل أطفال فى العاشرة مساءً أقصد من العمر.. فاكرة لما كنتى تنتظرينى وتعدى الثوانى لتحكى لى عن كل فتفوته حدثت وخاطره حدثت أثناء غيابى وتستقبلينى بقولك عندى لك مفاجأة وأرد إيه يا حياتى وتكون قبلة شوق أو طبق مكرونة من كتاب أبله فضيلة تجريبية فى الولهان وأقول لك على راى ستى، عك الحبيب ولا أكل الزبيب.. كان هناك فى بيتنا حب وهدوء وألفة وبركة وتسامح وتناغم حتى مع الجيران.. ماذا حدث أيتها الفاضلة؟..ارتفاع الصوت والشجار لأتفه الأسباب.. تغير ألوان الوجه فى الساعة إلى 24 لون.. رأسك برأسى فى كل كلمه وردك جاهز.. أناقتك عليها رحمه الله.. استماعك لشكواى والحديث معك يقابله رد قاسٍ هو أنا وزارة الشئون الاجتماعيه.. عدم قدرتى على الجلوس معك نصف ساعه لسماع نفس أسطوانة الطلبات والشكاوى.. اختلاق الأعذار لهروبى من البيت.. انشغالك بالمطبخ والبيت وتليفونات أصحابك وأمك خطفتك منى وأخاف أن يخطفنى أحد منك ولا أنتى مش فى دماغك الموضوع ده.. السيدة الفاضلة زوجتى وأم العيال لا أريد ساعة يد ولا تليفون محمول فى عيد ميلادة.. أريد أن أجلس ساعة معك كما كنا.. أريد أن أحادثك وأسامرك ساعة كما كنا.
زوجتى الفاضلة.. أين أنت الآن؟.. بل أين أنا؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة