محمد عبد القادر يكتب: "نواب التزوير"..والرصاص!

الأربعاء، 28 أبريل 2010 06:23 م
محمد عبد القادر يكتب: "نواب التزوير"..والرصاص!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حظى الحديث عن الإصلاح السياسى فى مصر- ومنذ الانتخابات البرلمانية 2000- بالنصيب الأكبر من الاهتمام سواء من وسائل الإعلام أو الأحزاب السياسية وجميع مؤسسات المجتمع المدنى أو من كافة طوائف الشعب المصرى، ذلك فى ظل غياب ملامح المفهوم والمغزى من الإصلاح المنشود، وهو ربما ما ساهم فى تجاوز تطلعات الكثيرين إلى المطالبة بالتغيير، ومن ثم ثارالسؤال كثيرا دون جواب، وهو: إلى ماذا يحتاج النظام السياسى المصرى..الإصلاح أم التغيير؟

وذلك ما يمكن إرجاعه إلى عاملين أساسيين يأتى أولهما عدم مراعاة تحديد مفهوم واضح ومعلن - حتى الآن- لما هو المقصود من عملية الإصلاح المنشودة! وهو ما أتاح الفرصة للمزيد من اللغط السياسى، ومن ثم الاختلاف الحاد ما بين اتجاهات ومصالح جميع القوى المؤثرة - الفاعلة- فى الحياة السياسة المصرية. أما السبب الثانى فهو ضعف مستوى الثقافة السياسية لدى الغالبية ممن يساهمون فى عملية تكوين الرأى العام، ذلك كنتيجة مباشرة لضعف مؤسسات التنشئة السياسية، وهو ما أدى إلى انتشار العديد من صور وأشكال السلبية السياسية مثل اللامبالاة والشك السياسى والعزلة والاغتراب.
وفى ظل الكثير من الأحاديث عن أهم تحديات الإصلاح السياسى فى مصر- فى حال الاتفاق على انه هو المراد- جاءت العديد من الأسباب إلى جانب ما ذكر من تدنى مستوى مؤسسات التنشئة السياسية ( الأسرة - المدرسة - وسائل الإعلام )، وانتشار الأمية السياسية وضعف درجات المشاركة السياسية وخاصة من جانب الشباب..جاء إلى جانبها: الشك فى نتائج العملية الانتخابية نتيجة لما دفعت به من مجموعة من الشخصيات الانتهازية والباحثين عن المصالح، ضعف الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدنى، إضافة إلى عشوائية الصحافة الحزبية. وهى بعض التحديات - ليس جميعها- التى يعد تخطيها بمثابة إرساء البنية الأساسية للإصلاح ونقطة البداية للتغيير.

لكن ورغم هذا تبقى الحقيقة أننا لسنا شعبا "وعيه على قده" كما يردد مسئولونا، وإذا كنا هكذا فمن أى شعب قد أتوا هم؟!، كذا نحن ليس ممن يستحقون الرمى بالرصاص مثلما طالب"نواب التزوير". نحن فقط شعب تنحصر عيوبه فى أهم مميزاته وهو (الطيبة الزائدة كثيرا عن الحد).. شعب لا تريد الأكثرية فيه والأغلبية الحقيقية منه سوى أن تحيى فقط (حياة كريمة)، وهو حق تكفله نصوص الدستور ومواد القانون المنبثقة عنه..الدستور الذى هو"مجموعة المبادئ الأساسية المنظمة لسلطات الدولة والمبينة لحقوق كل من الحكام والمحكومين فيها..المرجعية الرئيسية للمشرع والقوانين اللازمة المنظمة للدولة" حتى لا تعم (الفوضى)، لكنها وللأسف قد"عمت"، وعن سابق إصرار وترصد.

والسؤال فقط لـ"نواب التزوير"-المعترف به حكوميا- هل عندما تخرج الجموع للتعبير عن فرحتها بالفوز الكروى..يصبح المشهد وقتها تعبيرا وتجسيدا لمعنى الانتماء؟! وعندما يخرج القلة للمطالبة بأبسط حقوقهم فى الحياة تصبح غير مؤهلة لممارسة الديمقراطية..شاذة ومختلة يباح رميها بالرصاص؟!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة