أكد الدكتور عماد أبو غازى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، على أن الأمانة العامة بالمجلس تعكف بالتعاون مع أسرة على الراعى على إصدار الأعمال الكاملة له، وأنه كان من المفترض أن تصدر الأعمال الكاملة تزامنًا مع هذه الاحتفالية، إلا أن المطبعة أدت إلى تأخر صدورها، وأنه من المنتظر أن تصدر الأعمال الكاملة فى يناير المقبل.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية التى عقدت فى صباح اليوم بالمجلس الأعلى للثقافة، للاحتفال بمرور عشر سنوات على رحيل على الراعى، وتحدث فى الجلسة الروائى الكبير خيرى شلبى، مقرر لجنة القصة بالمجلس، ود. أحمد الراعى نجل على الراعى.
وأوضح أبو غازى أن على الراعى هو أحد الرموز الهامة فى حركة الثقافة المصرية والعربية من خلال اهتمامه المكثف بتطوير المسرح العربى وتقريبه إلى أذهان العامة من الشعب، إلى جانب محاولاته الدؤوبة لطرح رؤية نقدية عربية لا تبتعد عن المنجز العالمى بقدر ما تؤصل لمفهوم الثقافة العربية فى هذه الرؤية.
وأشار خيرى شلبى إلى أن على الراعى ترك إنجازًا بارزًا من الأعمال النقدية والفكرية منها فن المسرحية، وفنون الكوميديا، والكوميديا المرتجلة، وشخصية المحتال فى المقامة والرواية والمسرحية، ومسرح الدم والدموع، والمسرح فى الوطن العربى، وهموم المسرح وهمومى.
وأضاف خيرى شلبى أن على الراعى منارة بمعنى الكلمة، فلقد لعب بفكره نفس الدور الذى يلعبه السماد فى الأرض الزراعية، فلا ينكر أحد أن جهود الراعى أخصبت المسرح والرواية ومنذ أن عاد الراعى من إنجلترا بعد حصوله على الدكتوراه عن مسرح برنارد شو من جامعة برمنجهام عام 1955، وهو يحقق حضورًا قويًا حتى دخل فى أصلاب الحياة الثقافة، ليصبح فى زمن قياسى أحد أهم المثقفين اليساريين.
أما نجله أحمد الراعى فقد تناول الجوانب الإنسانية فى حياة الراعى، وأهمها النقاشات التى كان يديرها مع أفراد عائلته فى القضايا المختلفة من سياسة وفكر وفن، ومدى تحمله لتباين آرائهم، ومراجعتهم فيها حتى يصلوا إلى الرأى الأصح.
وأشار إلى أن توجهاته المتعاطفة مع اليسار لم تطغ على نضجه وموضوعيته التى جعلته يقترب من مختلف الأعمال بروح الحب، فكانت عقليته نموذجا للعقلية العلمية العقلانية.