المتابع لتاريخ الحزب الوطنى وسياسته المعهودة للخروج من الأزمات هو أسلوب ( كبش الفداء ).
وتوقعاتى أن كبش الفداء لهذه المرة هى الحكومة الحالية برئيسها وبعض وزرائها مثل وزير المالية.
وبالرغم مما عانيناه فى ظلها من أزمات مثل الخبز، الغاز، السولار، اللحوم ..ألخ.. إلا أن قرار التغيير لن يكن نابعا عن عدم رضا لأدائها ولا من باب الرأفة بالمواطن أو بمحض الصدفة، ولكن نتاج دراسة متأنية متواقتة مع اقتراب انتخابات مجلسى الشورى والشعب، بحيث يصب التغيير بمصلحة الحزب الحاكم ليس ألا..
وما نأمله أن تتقن الحكومة المرتقبة فن التعامل مع شعوب مصر المتعددة، لأن البعض منا يعتقد أن مصر هى شعب واحد متوائم ومتماسك، ولكن بنظرة متأنية وعلى لسان الكثير من مفكرينا نجد أن مصر عدة شعوب تقطن نفس الأرض لكل منها توجهاتها وأحلامها وهمومها وهذه الشعوب هى:
شعب النخبة أو الطبقة الطافية: وهى الطبقة التى تطفو على سطح مجتمعاتنا من رجال أعمال وممن حولهم ويعيشون بأبراج عاجية وقصور وفيلات على أرقى طراز، طموحاتهم زيادة استثماراتهم وتطوير مؤسساتهم وهذه الطبقة لهم مصرهم الخاصة ونجحوا فى اختلاقها واقتصرت عليهم مصر جديدة علينا لم نعهدها ألا من خلالهم . أحلامهم تتحقق بإيماءة من طرف أصبعهم وأصبحوا يمتلكون كل ما حولنا من مصانع واستثمارات بل سيطروا على أفكارنا وعقولنا من خلال إطلاقهم للعديد من قنواتهم الفضائية تبث توجهاتهم الخاصة بما يتماشى مع مصالحهم الخاصة.
وبالطبع شعب النخبة هو المستمتع بالوضع الحالى وجل همهم هو إطالة الوضع الحالى لأقصى فترة ممكنة وجل خوفهم هو أحداث أى تغيير مستقبلى لأن رياح التغيير قد تعصف بقلاع سفنهم..
شعب المهجر: هم مصريو الخارج باختلاف البلدان والمهن وبدأ ظهورهم بالسبعينيات وما زال حتى تاريخه، وكل طموحاتهم تملك الأراضى والعقارات بغرض تأمين مستقبلهم عند عودتهم لأرض الوطن، مما تسبب بارتفاع أسعار كلاهما، وهمومهم الخوف من عدم القدرة على التعايش عند عودتهم.
شعب العوام: هم موظفو الحكومة والفلاحون ويمثلون الغالبية العظمى بمجتمعنا وهم بمثابة محترفى الطوابير على اختلاف أنواعها من خبز، لأنبوبة الغاز وجل همهم هو كيفية التحايل على ظروفهم الحياتية اليومية وكل ما يمتلكوه هو حق التعبير عن همومهم بالإضرابات والاعتصامات.
شعب العشوائيات: هم الشعب المطحون قاطنو العشوائيات، يزداد بينهم الجهل والتخلف المؤدى للعنف المفرط بكل تصرفاتهم وانفعالاتهم، وهم بمثابة قنبلة موقوتة بالمجتمع المصرى قابلة للانفجار بأى لحظة إن لم يتم استيعابهم واحتواؤهم جل همهم هو توفير قوتهم اليومى دون النظر للكيفية.
هؤلاء هم شعوب مصر الأربعة باختلاف توجهاتهم واهتماماتهم.
لذلك للتأقلم مع هذه الشعوب المختلفة كما ونوعا يجب أن تكون حكومة المستقبل من جذور المجتمع المصرى المتعدد الشعوب وليست حكومة رجال أعمال من شعب النخبة التى لا ترى إلا من حولها من النخبة. ولو نجحنا بتأليف هذه الحكومة من الشعوب الأربعة لضمنا أن يتغير وضعنا الحالى من أربعة شعوب لشعب واحد فقط، شعب قادر على اللحاق بالركب الإقليمى المتغير من حولنا.
وائل محى التمامى يكتب.. شعوب مصر والحكومة المرتقبة
الثلاثاء، 27 أبريل 2010 07:22 م