طالبت مجلة فورين بوليسى الإدارة الأمريكية واشنطن إلى ترميم سياستها نحو مصر وإجراء مراجعة شاملة لها. وقالت من المؤسف أن إعلان الخارجية الأمريكية عن زيارة ماريا أوتيرو وكيل وزارة الشئون العالمية والديمقراطية، لمصر وبعض بلدان الشرق الأوسط لم يكن وفق ما تصور البعض، بأنها إشارة على استعداد إدارة أوباما لاتخاذ موقف لصالح الإصلاح الديمقراطى فى مصر.
وأفادت المجلة أن أوتيرو ستزور المنطقة لمناقشة قضايا المياه، فى الوقت الذى أشار فيه بيان صحفى خارج عن الوزارة الأمريكية إلى أن المبعوثة ستناقش أوضاع حقوق الإنسان والديمقراطية مع غيرها من القضايا والشئون العالمية فى كل بلد تزورها، إلا أن الرسالة كانت واضحة لنشطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان المصريين.
وترى المجلة الأمريكية أن الجدل الذى دار حول تقليل المعونة الأمريكية المخصصة للديمقراطية بمصر ووضع إجراءات جديدة تسمح للحكومة المصرية بالتحكم فى توجيهها، ليس سوى جزء من مشكلة أكبر فى العلاقات بين مصر والولايات المتحدة.
وأضافت المجلة، منذ عقود طويلة تخيم رغبة الولايات المتحدة على دعم اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل المنعقدة فى 1978 على السياسة الأمريكية نحو مصر، كما أنها تعمل حاليا على الدور الرئيسى المفترض الذى تلعبه مصر فى عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأضافت أن السياسة الأمريكية نحو مصر برمتها تقوم على دعم الدولية البوليسية الديكتاتورية غير المرغوبة من الشعب المصرى.
وعلى الرغم من إهمال إدارة أوباما للناشطين الديمقراطيين بمصر، إلا أن فورين بوليسى ترى أن مصر أمامها أفضل فرصة للإصلاح تتمثل فى الدكتور محمد البرادعى، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا، الذى عاد إلى مصر فى فبراير الماضى ليجد استقبال الأبطال.
ومع أنه من غير الواضح ما إذا كان البرادعى سيترشح للانتخابات الرئاسية فى 2011، إلا أنه وبذكاء شديد طالب بالإصلاح كشرط قبل أن يتخذ قرار الترشح. وهو ما أدى إلى جدل بين العديد من فئات الشعب الذين يتساءلون، لماذا يمنع القانون المصرى شخصية عالمية حائزة على نوبل للسلام من الترشح لرئاسة البلاد، فقط لأنه ليس عضوا فى حزب سياسى ترضى عنه الحكومة.
وتلفت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما كانت تعمل مع البرادعى بشكل وثيق خاصة خلال الأشهر الأخيرة من فترة ولايته رئيسا للطاقة الذرية، حيث كان يتبادل الرئيس الأمريكى باراك أوباما المكالمات الهاتفية مع البرادعى حول محاولات إثناء إيران عن النووى. ومع ذلك، تلتزم الإدارة الأمريكية الصمت حيال طموحات البرادعى الانتخابية.
وأضافت الصحيفة "ينبغى على واشنطن أن تكون أكثر صرامة مع سفيرتنا بالقاهرة والتى أدلت مرارا بتعليقات أدت إلى تقويض عمل الديمقراطية ونشطاء حقوق الإنسان فى مصر".
وختمت الصحيفة مشددة على أن المصريين يختبرون حاليا صدق خطاب الرئيس أوباما بجامعة القاهرة حول أهمية الديمقراطية وعملية السلام التى تذهب بعيدا الآن. فلقد حان الوقت لتنحى قضايا المياه والأمور البسيطة جانبا من أجل التركيز على تحقيق تغيير ديمقراطى حقيقى فى مصر.
انتقدت السفيرة الأمريكية بالقاهرة..
فورين بوليسى تدعو واشنطن لإصلاح سياستها مع مصر
الثلاثاء، 27 أبريل 2010 08:15 م