اختتم لقاء القمة لزعماء الأديان العالمية، أعماله صباح اليوم، الثلاثاء، فى باكو عاصمة جمهورية أذربيجان، وناقش ممثلو الديانات السماوية: الإسلام والمسيحية واليهودية وممثلو الديانتين البوذية والهندوسية الذين ينتمون إلى اثنين وثلاثين بلداً، قضايا حيوية فى ضوء تأثير العولمة على الدين والقيم التقليدية.
وأكد البيان الختامى الصادر عن لقاء القمة، على ضرورة أن نحفظ للإنسان الذى يملك نظرة خاصة للعالم حتى ولو لم تكن تحظى بدعم النخب العالمية فرصة للتمتع بأسلوب حياته، ودعا إلى كفالة الحقّ لكل جماعة دينية فى أن تعبّر عن نفسها من خلال شبكة عالمية.
واعتبر البيان أنّ الإرهاب عمل إجرامى تدينه الأديان السماوية، وأعرب عن الأسف لتحول الإرهاب اليوم من ظاهرة محلية إلى آفة كونية، مع ما يطرحه ذلك من تحديات جسيمة تستدعى مواجهتها.
وطالب البيان بحظر جميع المذاهب الدينية والسياسية التى تدعو إلى العنف ضد الأشخاص المسالمين فى العالم كله، مثلما حصل مع "النازية" فى العديد من البلدان.
وأكد البيان أن الفكرة لا تدحض إلا بفكرة أفضل منها، ودعا إلى حماية القيم الدينية التى يستغلها المتطرفون والإرهابيون من التزييف، وأكد على ضرورة الحفاظ على تقاليد التعليم الدينى أو تجديده وأن تبث فيه روح السلم والتسامح.
وناشد البيان المجتمعَ الدولى أن يشن حرباً بلا هوادة على مروجى المخدرات بالموازاة مع حربه على الإرهاب.
وجاء فى البيان: "إذا ما حاولنا إخضاع قواعد السلوك البشرى لمنطق المصلحة، فإننا سنحكم على الإنسانية بالزوال، ولن تستطيع المعرفة ولا الإنجازات العلمية ولا حتى القوانين، أن تنقذ العالم، فى غياب ضوابط أخلاقية وقواعد سلوكية ثابتة ينير بها الخالق ـ عزّ وجلّ ـ طريق عباده".
وأوضح البيان أن الحاجة إلى التعاون بين المجتمعات الدينية التقليدية تتعاظم، بحكم الظروف الراهنة وأكد مسئولية زعماء الأديان تجاه مستقبل العالم التى تحتم عليهم مواجهة العنف والعداء.
ودعا البيان إلى استتباب السلام الذى يحفظ لكل دولة وحدتها الترابية، ويضمن لها حقها فى تنمية نفسها بحرية والمشاركة فى صنع جميع القرارات الدولية ذات الصلة بمصيرها، مؤكداً على ضرورة حلّ النزاعات بطريقة منصفة، مع مراعاة مصالح جميع الأطراف، وعلى أساس القواعد والمبادئ المعتمدة من قِبل المجتمع الدولى.
وقال زعماء الأديان العالمية فى بيانهم: "إن الأمم المتحدة واليونسكو تستحقان كلّ التقدير على مبادرتهما الأخيرة الرامية إلى تنمية المجتمعات الدينية ودعم الحوار معها، وإننا واثقون أنّ صوت القيادات الدينية سيدعم المجتمع الدولى فى القضاء على التداعيات السلبية للعولمة وتجاوزها من أجل عالم أفضل على المستوى السياسى والاقتصادى والتشريعى".
كما دعا البيان إلى تعزيز التعاون بين الأديان بشتّى أشكاله وعلى جميع الأصعدة، مشيراً إلى أنه ثبت من خلال نصف قرن من اللقاءات المنتظمة بين القيادات الدينية، مدى قدرتها على المساهمة فى حفظ السلام العالمى.
وشارك الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكوـ، فى لقاء القمة لزعماء الأديان العالمية، وألقى كلمة فى جلستها الافتتاحية.