عن منشورات مركز أوغاريت الثقافى فى رام الله، صدرت رواية (المسكوبية): "فصول من سيرة العذاب" للكاتب والصحفى الفلسطينى أسامة العيسة.
وتقدم الرواية تصويراً لواقع التحقيق والتعذيب التى يعيشها المعتقلون الفلسطينيون فى أقبية المعتقلات الإسرائيلية، خاصة فى معتقل "المسكوبية".. انطلاقاً من تجربة اعتقال المؤلف فى مارس 1982، وهو طالب فى المرحلة الثانوية.
واستخدم المؤلف - فى روايته- أسلوب الاسترجاع، وشكل الأخبار والتحقيقات الصحفية والشهادات الحية لعدد من الشخصيات، ورصد الملامح النفسية للمعتقل وصراعاته الداخلية فى مختلف المراحل والتجارب التى يمر بها، كصاحب حق وصاحب قضية.
وتقدم الرواية أساليب التعذيب الجسدى بالمعتقل الإسرائيلى، مثل الضرب المبرح على كافة أعضاء الجسم، بما فيها الأعضاء التناسلية، و"الشبح" لأيام، وتقييد الأيدي، وترك المعتقل يتبول فى ثيابه دون السماح له بقضاء حاجاته الإنسانية، وما يصاحب ذلك من عذابات نفسية، وترك المعتقل فى زنازين ضيقة ومعتمة، لا يعرف فيها ليله من نهاره، وإضاءتها بمصابيح صفراء خافتة لتدميره نفسيا، ووضع المعتقلين أمنيا مع المعتقلين الجنائيين.
يذكر أن الكتابة عن الأسرى والاعتقالات والسجون الإسرائيلية ليست جديدة فى التاريخ الأدبى الفلسطينى، فقد سبق أن كتب عنها الدكتور أسعد عبد الرحمن فى بداية سبعينات القرن الماضى (يوميات سجين)، كما صدرت مجموعة قصص (ساعات ما قبل الفجر) للأديب محمد خليل عليان فى بداية ثمانينات القرن الماضى، و(الزنزانة رقم..) لجبريل الرجوب، وروايتا (ستائر العتمة ومدفن الأحياء) وحكاية (العم عز الدين) لوليد الهودلى، و(تحت السماء الثامنة) لنمر شعبان ومحمود الصفدى، وكتاب (رسائل لم تصل بعد) ومجموعة (سجينة) القصصية للراحل عزت الغزاوى، وكتاب (الاعتقال والمعتقلون بين الصمود والاعتراف) للنائب حسام خضر، وفى السنوات القليلة الماضية، صدر كتابان لراسم عبيدات عن ذكرياته فى الأسر وأعمال أخرى لفلسطينيين ذاقوا مرارة السجن، فضلاً عن آلاف القصائد والقصص والخواطر والمقالات المتناثرة فى مختلف الصحف والمجلات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة