د.نيفين شكرى تكتب: حبّاً فى مصر.. أم كرهاً فى الحكومة؟!

الثلاثاء، 27 أبريل 2010 12:31 م
د.نيفين شكرى تكتب: حبّاً فى مصر.. أم كرهاً فى الحكومة؟!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفارق كبير جدّا...بين الاثنين.. بل لا يمكن الجمع بينهما أبدا فى الواقع.. والدّافع هو ما يحدّد المصداقية.. خلف الشّعارات والكلمات الرّنّانة.. البعض يتمسّحون فى كلمة مصر.. وشعارات أخرى رنّانة.. وأنّهم وطنيّون.. وأنّهم يفعلون ما يفعلونه.. ويقولون ما يقولونه.. ويروّجون لما يروّجونه.. حبّا فى مصر.. ثم نكتشف الحقيقة.. أنّ مصر لا تعنى لهم شيئا.. وأنّ ما يهمهم فقط.. مصالح شخصيّة.. وأهداف معيّنة.. لهم ولمن هم وراءهم.. ولجهات أخرى ودول أخرى.. يعتبرونها أنّها أهمّ من مصر.. مثلما غيرهم يعتبرها أهمّ من بلادهم هم أيضاّ.. وبما أنّ الغاية تبرّر الوسيلة عندهم.. فليست مصر.. ومشاكل المصريّين إلاّ وسيلة للوصول للهدف.. ضمن وسائل أخرى جرّبوها هم وغيرهم.. ولم تصل بهم للهدف فى مصر.. مثلما فى دول أخرى.

إن من يتغلّب لديه حقده على النّظام.. بما فيه الرّئيس والدولة والقوانين والشرطة والقضاء وغيرها.. على حبّه لمصر.. يصبح عبدا للرّغبة فى الانتقام.. والوصول للمنصب والمركز والسّلطة.. فقط للانتقام.. ويستغلّ كافّة الشّعارات الأخرى.. لأجل التسلّق عبرها.. لجمع بسطاء من الشّعب حوله.. هو فى واقع الأمر لا يهتمّ بهم.. ويراهم لا يستحقّون.. ويعتبرهم ضمنيّا أعداء له.. بما أنّهم ليسوا ضمن جماعاته أو تيّاراته أو أحزابه.. لكنّه يتظاهر بالاهتمام بهم مؤقتّا.. حتّى إذا ما إنخدعوا وساندوه ووصل بهم.. يكونون أول ضحايا حنقه على المجتمع.. وأدوات التّنفيس عن عقده.. والسّؤال هو لماذا يكرهون النّظام؟!

بداية.. المعارضة مثل الأغلبيّة بشر.. لا يوجد طهر كامل ولا فساد كامل.. مثلما يحاول بعض المعارضة.. تجاهل الأشياء الإيجابيّة والجوانب الخيّرة فى الآخرين.. وفقط التّظاهر أنّهم - أى المعارضة - على كثرة عيوبهم.. أنّهم طاهرون.. بعضهم يعتبر أنّه (فيها.. لاخفيها)...هذه شخصيّات البعض.. حتى على مستوى أىّ إدارة عاديّة فى أصغر مكان.. تجد أنّه لو لم يقع الاختيار عليهم.. ليكونوا على الكراسى فى تلك الإدارة.. يبدأون على الفور فى مهاجمة من تمّ اختياره.. ومحاولة هدم المنظومة كلّها لأجل جلب الإنتقاد نحوه...ليقولوا لمن إختاروه...أنّهم أساءوا الاختيار.. والبعض يرى أنّ الانتقام دافع فى حدّ ذاته.. ويرى أنّ القوانين الّتى تمنعه من تنفيذ أجندات مخرّبة للبلد.. وتقيّده تحت شعار القانون ومصلحة الأغلبيّة.. يرى بعينه الأحاديّة الرؤية.. أنّها ظلم له ومؤامرة ضدّه.. بينما يرحّب جدّاّ بالقانون.. عندما يعاقب أشخاص اّخرين أو مخالفين له فى الآراء.. وهو يرى أنّ كلّ من يشارك فى الحدّ من سلطته.. أنّه يستحق العقاب.. فينتهى به الأمر إلى الاعتقاد والإيمان.. أنّه حتّى الشّعب الّذى قبل تطبيق القانون عليه.. مجرم فى حقّه ويصل إلى أنّ عقاب البلد والشّعب والحكومة واجب.. ويرى أيضاّ عبر التّفكير المغلق.. أنّه شىء منطقى ومشروع.

عندما تحبّ الوطن.. ستكون على استعداد للتّضحية.. بحلمك أو حلم جماعتك.. عندما يتعارض مع مصلحة الوطن.. وستكون على استعداد لقبول رغبة الأغلبيّة حتى لو على مضض.. مثلما اللاعب يقبل النصر والهزيمة بروح رياضيّة.. ووقتها لو خيّرت بين مصلحتك ومصلحة جماعتك.. أو مصلحة أىّ جهة خارجيّة.. وبين مصلحة بلدك.. ستكون على استعداد أن تتنازل عن حقوقك من أجل هذا البلد.. وستكون مصر أوّلاّ.. حتّى لو لم تنل فيها حقّك كاملاّ.. وحتىّ لو لم تكن أسعد السّعداء فيها.. وستكون مصر أوّلاّ وأىّ مصلحة أخرى مهما بدت نبيلة.. ليست لها الأولويّة.. وستكون على استعداد للبذل والعطاء.. دون أىّ مقابل.

أمّا لو كانت الكراهية للحكومة.. إمّا عدم اقتناع بسياستها الخارجيةّ.. لأنّ قناة ما عميلة فى دولة ما.. ترددّ و تروّج لاتّجاه ما.. ضد مصلحة بلدك.. أو ضد الحقيقة والواقع.. لأنّها هى بدورها مكلّفة عبر جهات ما.. أن تقوم بهذا الدّور عمداّ.. وأماّ عن تعاطف مع جهات ما.. أو لعدم اقتناع شخصى.. أو لأنّهم يؤمنون بقناعات معيّنة.. وتيّارات ما.. تروّج إلى مصلحتها الشخصيّة.. ورغباتها السياسيةّ...بينما تخلط هذه الأمور بالدّين.. و تتغطّى بالعروبة.. والأخوةّ.. وغيرها.. فأيّا كانت الأسباب...أو الدوافع.. الكره يعمى البصر والبصيرة... ويمنع الإنسان من رؤية الأمور على حقيقتها.. ويجعله بلا وعى.. يصدّق ما يوحى إليه.. دون تفكير.. ويرى حكومته وحكّامه وبلده.. ليس فى صورتها الحقيقية.. ولا يرى الجيّد فيها.. بل يراها بعيون أعدائها.. بصورة من البشاعة.. والتشويه.. المبالغ فيهما.. وبالتّالى يبنى قراراته وأفعاله على باطل.. ويتصرف بعدوانيّة نحوها.

الفارق رهيب جدّا.. بين أن تكره الحكومة.. لسبب أو لآخر.. حقيقى أو واهم.. وبالتّالى أن تصبح فى إعداد نفسى.. لارتكاب أىّ حماقات.. توصلك للانتقام.. ثمّ لا ترى الخراب الذى يحدث بعد ذلك.. ولا تبالى به.. بل و البعض للأسف يريده.. ويسعى له.. وبين أن ترى الأمور بالمنظار الطّبيعى.. ولا تبالغ.. بل تساهم فى الحلول.. ودون فرض الرأى بالقوة.. وبطريقة واقعيّة وعمليّة.. لا تستعجل الأشياء.. وبين حب الوطن.. وكراهية الحكومة.. فرق شاسع.. بين ما يؤدّى لإصلاح حقيقى.. وما يؤّدى لهدم المعبد فوق رؤوس الكلّ!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة