من أجل مصر ومن أجل الديمقراطية والإصلاح الاقتصادى والقراءة والنصوص، عقد الحزب الوطنى مجمعاته الانتخابية لإعادة اختيار المختارين من بين أكثر من مرشح، تمهيدا للانتخابات الاستهلاكية طلوعا إلى ذرى التفاعل السياسى نحو الحراك الاستاتيكى بحثا عن الذات.
ولأن الحزب الوطنى ديموقراطى والكرة أجوان فقد نجح فى انتخابات مجلس الشورى قبل أن يخوضها، وهذا هو جوهر النظرية السياسية الجديدة التى تجعل الحزب قادراً على خوض الانتخابات والفوز فيها دون أن يصيبه البلل.
وبناء على المجمعات الانتخابية تدور منافسة حامية بين الوطنى ونفسه وأعضائه فى مباراة لا تنقصها الصراحة، ولا يقلل منها الغياب التام للمنافسة، ولأننا نحو فكر جديد، فعلينا أن نشعر بالشموخ المشمول بالنفاذ من خرم الإبرة، ونفخر بأننا نعيش فى عصر الحزب الوطنى ولجنة سياساته العليا، بأماناتها الست المنبثقة، المتجهة إلى التنمية والتشريع عن طريق رأس الرجاء الصالح، مرورا بالجلسات المسائية.
ربما يتصور البعض أن فى الأمر نكتة لكنها مجرد طرفة تقول إن الحزب الوطنى سوف ينظم حملة إعلانية لتأييد مرشحيه، فى انتخابات الشورى القادمة، وهذه الحملة ستكون واسعة، ولها شقان أحدهما ميدانى من الزيارات والمؤتمرات والمسيرات، والثانى «تحركاتى» فى المحافظات. وهذا بمناسبة موسم انتخابات الشورى. وقد يتصور البعض على نفسه أن الحزب الوطنى الحاكم يواجه منافسة شرسة، مع أن الواقع يقول إن الحزب سينافس نفسه، وإن أعضاءه هم فقط المرشحون فى الساحة، سواء أصلى أو بشرطة أو مقلم أو مخطط أو مجمع، هناك مرشحو المجمع الانتخابى وهذا الصنف متوفر فى الشوادر بعد استيراد رؤوس من أثيوبيا، وهناك المرشحون على مبادئ الحزب الوطنى، أو على ضفاف الحزب واللجنة، أو على شاطئ المجمع، وهى عادة الحزب مع كل انتخابات. حيث يتم تشغيل ما يسميه المجمعات الانتخابية، الاختراع العجيب لنظامنا السياسى. وهذه المجمعات، تختار المرشحين المرضى عنهم، بغض النظر عن الرضا أو الغضب الشعبى، وبعضهم ممنوع من السفر أو متهم بضرب النار أو العمل فى تهريب الشنطة على طريقة نائب القمار، لكن المهم أن ينعقد المجمع ويجرى تصفية نهائية يختار البعض دون الآخر. وينزل المستبعدون على مبادئ الحزب الوطنى ونهجه العظيم.
نتوقع طبعاً أن يركز الحزب على الالتزام الحزبى واحترام قرارات المجمعات، وهو تصريح يتكرر مع كل حلقة من المسلسل السنوى، مشياً على الخط السياسى وبحثاً عن التوافق العضوى، بين الجمهرة والاستتباب.
ويهدد الحزب بفصل الخارجين على المجمع، لكنه لا يفصلهم، وينجح بعضهم فينضم إلى المسيرة، ويعيش الحزب فى تبات ونبات وينجب أعضاء ضرب نار وشيكات، وهذا هو ملخص تلاقى الفكر الجديد مع سحابة بركان أيسلندا الذى ربما يؤدى إلى نوع جديد من أعضاء الحزب الوطنى يصلح الواحد منهم للترشيح أو لصناعة المربى السياسية.
مسرحية مكشوفة ومفقوسة. ومع ذلك يتم لعبها فى كل مرة، حرصاً على الحدث الدرامى، لبرنامج «الجمل والهلال».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة