قال الدكتور عمار على حسن رئيس قسم الأبحاث بوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن نبى الإسلام سيدنا محمد لم يؤسس دولة فى المدينة، مؤكداً أنّ جميع الأبحاث والدراسات تقع فى وهم خطأ الإطارات المحدّدة سلفاً وتتحدث عن الحنكة السياسية والعسكرية للرسول، رغم أن القرآن الكريم خاطب الرسول كنبى ورسول، ولم يتحدث عنه كملك كما حدث مع سيدنا سليمان.
وأضاف حسن فى ندوة "خريطة اتجاهات الأدبيات حول العلاقة بين الدين والمجتمع والدولة"، التى عقدت ظهر اليوم بقسم العلوم السياسية ومركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، أن المدينة فى فترة الرسول كانت مجتمعاً بسيطاً، وكان من الضرورى أن يكون هناك قائد، فكان الرسول، ولكن لم تكن هناك دولة بالمعنى الحديث.
وأكد أن المشكلة فى الدراسات الإسلامية، أنها تخلط بين الإسلام كدين وأفعال بنى أمية وبنى العباس، وتدافع عنها كأنها نص، وكأنها من الدين، وقال "لهذه الأسباب عندما يقول الغرب إن الإسلام انتشر بحدّ السيف، لا نعرف كيف نرد عليهم، وننسى أن هناك فرقاً بين الدين الذى انتشر فى كل البقاع، والإمبراطورية الإسلامية التى ـ حسب ما أكده مؤرخون غربيون ـ كانت أقل الإمبراطوريات سفكاً للدماء".
واعتبر رئيس قسم الأبحاث بوكالة الشرق الأوسط، أنّ ظاهرة "الملك الإله" انتقلت للدولة الإسلامية، فى فترة مبكرة عندما قال معاوية: "أنا وكيل الله فى ماله، وأحكم بأمر الله"، موضحاً أننا عندما نخلط بين الإسلام كدين وبين أفعال المسلمين نضر بالإسلام.
وشدد "حسن" على ضرورة الفصل الدين عن السلطة السياسية، بحيث لا يتحول علماء الدين فى الإسلام إلى حكّام، ولا يتحول الدين إلى أيديولوجيا سياسية.
وتابع، فى اللقاء الذى أدارته الدكتورة نادية مصطفى رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، "حتى الإخوان المسلمون يقولون إنّ الدولة الحديثة دولة مدنية، ولكن فى نفس الوقت عندما يتحدث العلمانيون عن فصل الدين عن السياسة يتوجسون خيفة، ولهم كل الحق فى ذلك".
وأشار "حسن" إلى أن أغلب الدراسات والأبحاث التى تناقش علاقة الدين بالدولة بالمجتمع لا تفرق بين الدين كنص، والتدين الذى يأخذ بروح النص، ويحاول أن يتفاعل به مع الواقع مما أدى لتحول الدين إلى تجارة كما هو موجود فى الفضائيات والنذور فى الموالد، وتحول فى بعض الأحيان إلى ثقافة سائدة، أو أساطير كما فى المبالغات الخاصة بكرامات الأولياء والصديقين، لافتاً إلى أن هذا التفكير أدى إلى تشويه المعانى والأفكار.
من جانبه أشار سمير مرقص رئيس مؤسسة "المصرب للمواطنة والحوار" إلى أنه بعد انتهاء فترتى الرئيس بوش حدث حراك معاكس فى علاقة الدين بالدولة والمجتمع، حيث تم استنهاض التيارات الاجتماعية التى تنحاز إلى المهمشين والفقراء، والتى تقرأ الدين قراءة اجتماعية، وبدأت تظهر دراسات وكتب تتناول الوجه الإنسانى للدين، لافتاً إلى أن هذه الدراسات ترجح أن القرن الحادى والعشرين لن يكون فيه الدين شمولياً أو محافظاً، وإنما سيكون أكثر رحابة واستجابة للواقع الاجتماعى.
دعا للتفرقة بين الإسلام والإمبراطورية الإسلامية..
الكاتب عمار على حسن: الرسول لم يؤسس دولة فى المدينة
الثلاثاء، 27 أبريل 2010 08:31 م
الدكتور عمار على حسن رئيس قسم الأبحاث بوكالة أنباء الشرق الأوسط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة