وصفت هيئة الإذاعة البريطانية الـBBC تصريحات الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد ب بالسوقية فى رده على أعدائه ومعارضيه، سواء على الصعيد الداخلى أو الخارجى.
وقد يحلل البعض طريقة حديثه على أنها طريقة صريحة يتحدث دون مراوغ ويرى البعض الآخر أن أحمدى نجاد متغطرس ولا يليق به كرئيس جمهورية أن يتحدث بلهجة الشارع.
أشارت الـBBC الناطقة باللغة الفارسية إلى أن نجاد فى إيران يمتلك أسلوباً ولحناً فى الكلام لم يستخدمه الرؤساء السابقون له قط، والمراقبون السياسيون والدبلوماسيون يعتبرون أن استخدام نجاد لهذه الألفاظ الخارجة عن العرف المعمول به فى الحياة السياسية والدبلوماسية هو أمر غير سيلم.
فنجده يستخدم أسلوب حديث غير لائق فى رد فعله على حديث وزير خارجية فرانسا، قائلاً: "كله أونطه واحتيال.. والتانى كان رايح يقول القوى العظمى، عظمة العظمى.. يا سلام!".
وفى السابق كان قد استخدم هذه الغطرسة فى رده أيضاً على رسالة باراك أوباما التى كانت قد عرضت على شاشات التليفزيون يهنئه ويهنئ الشعب الإيرانى بعيد النوروز والاحتفال ببداية العام الجديد فى إيران، فقال أحمدى نجاد وسط جمعاً من الشعب فى رده عليه: "يا سيدى أوباما انك وصلت لتوك، اصطبر قليلاً كى ينشف عرقك، أشرب شىء بارد أو ساخن قليلا، وتوخى الحذر قليلاً فليس هناك سبباً لكى تقرأ أى ورقة وضعوها أمامك وليس هناك سبباً أيضاً كى تكرر ما وصوك به، فاعلم أن أكبر منك وأعظم منك والكبار حتى لم يستطيعوا أن يغلطوا فأنت يارجل لك مكانتك!".
وللمرة الثالثة أيضاً استخدم أحمدى نجاد أسلوبه غير الدبلوماسى فى رد فعله على حديث هيلارى كلينتون فى سفره إلى سوريا وخلال حديث صحفى فى حضور بشار الأسد.
وتذكر شبكة الـBBC، أن مهدى كروبى أحد قادة المعارضة فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة فى إيران قد انتقد أسلوب ولهجة خطاب الرئيس أحمدى نجاد الأخير والذى خرج فيه عن نطاق الأدب والأعراف الدولية، قائلاً: إن هذا لا يعد مطلقاً أسلوب رئيس جمهورية، وأن تراشق العدو بالألفاظ لا يعد فناً لكن الفن هو أن ترد على التهديدات باجابات استدلالية ومنطقية حتى ينال الرأى العام للشعوب والحكومات شىء من الحقيقة، حيث تتبدل التهديدات العالية إلى فرص كبيرة يمكن اغتنامها.
يقول مهرداد درويش بور عالم الاجتماع الإيرانى فى السويد إلى شبكة الـBBC باللغة الفارسية: إن استخدام هذه الألفاظ العدوانية تعنى البعد عن الأدب، ففى الأساس أن الأدب السياسى لدى كافة الساسة فى العالم لا يمكن أن يكون مصاحباً لغطرسة حتى ولو كانوا حاقدين، لكن لغة أحمدى نجاد الأكثر هجومية قد بعدت كل البعد عن كافة الأعراف الدولية فى الحديث السياسى وتبدلت إلى غطرسة وتبجح فى الحديث.
ويتعجب مهرداد درويش لماذا لا يوقف أحداً مثل هذا الأسلوب فى الكلام، ويقول: من حيث العرف الدبلوماسى لا يمكن الرد على هذا الأسلوب، وبهذا الأسلوب لا يمكن أن يعتبروك تنتمى لمجتمع متحضر، وسوف يترك أثراً كبيراً على الكرامة إيران الدولية.
ويقول عالم الاجتماع الإيرانى رسول نفيسى فى أمريكا، إنه لو قال أحداً لهؤلاء الأفراد التغطرسين – من أمثال أحمدى نجاد - أنه يوجد لغة دبلوماسية فى العالم، سوف يقولون لك أنها من صنع الغرب ونحن لا نعتقد فيها!".
ويحلل رسول نفيسى هذه المسألة بنظرة تاريخية و يقول: فى الـ100 عام الأخيرة كان لرجال الدين فى إيران والعراق جيش غير رسمى وكان يتشكل من الطبقات البعيدة عن المدن من أمثال السيد أحمدى نجاد وهم يمتلكون ألفاظ وأدب خاص وأحمدى نجاد قد أدخل هذه الالفاظ اليوم إلى الدبلوماسية العالمية وسوف يؤدى ذلك إلى إهدار كرامة المجتمع الإيرانى".
ويعتقد بعض الخبراء أن أسلوب أحمدى نجاد لا يشمل النطاق الدبلوماسى والدولى فحسب ولكنه يستخدم هذا الأسلوب ضد معارضيه ومنتقدينه فى الداخل أيضاً.
ويقول السيد درويش بور، إن ألفاظ أحمدى نجاد توضح أنه صعد من الجماعات المحرومة فى المجتمع وهو يتقرب الآن أكثر إلى العوام، وأن لغته تضمحل يوم بعد يوم".
ويعتقد السيد نفيسى أيضاً أن لحن أحمدى نجاد فى دورته الرئاسية الثانية أصبح أكثر حدة، وهو يرى أن استخدام هذا اللحن فى الكلام سوف يؤدى إلى هبوط المستوى الأخلاقى فى المجتمع وكذلك سيؤدى إلى إذابة الحدود بين اللغة الأدبية ولغة المجتمع، وهو يعتقد أن حدة لهجة أحمدى نجاد ترجع لسببين الأول، أنه يقع عليه ضغط من قبل الكوادر الوطنية المعارضة له بالداخل والثانى أنه ربما يريد أن يظهر ثقته بنفسه إلى العالم الذى اتخذ جبهة موحدة ضد إيران، ويستخدم أحمدى نجاد لذلك لغة مخصوصة والتى تسمى بلغة "السوقية".
ومن ناحية أخرى انتقد النواب الإصلاحيون فى المجلس أسلوب أحمدى نجاد، ويقول أحد نواب المجلس فى خطاب لمرتضى أستاذ الأخلاق فى رئاسة الوزراء "أسلوب أحمدى نجاد لا يمت بصلة إلى رئاسة الجمهورية، ينبغى عليك أن تؤدب السيد أحمدى نجاد، فأدب تلميذك وإلا فلتترك كرسى الأخلاق فى رئاسة الوزراء وترحل".
الـ:BBC نجاد يستخدم ألفاظاً سوقية فى هجومه على المعارضة
الثلاثاء، 27 أبريل 2010 11:31 ص