تعيش قرى أبوحمر وكفر سالم وكفر جعفر مركز بسيون بمحافظة الغربية حالة من الفرحة العارمة بعد نجاة 9 من المعتمرين الذين كانوا على متن العبارة الرياض.
ويروى المعتمرون العائدون من رحلة الخوف والرعب وانتظار الموت فى لحظة على العبارة الرياض لليوم السابع، ما حدث لهم فى الفترة التى قضوها على متن العبارة وانتظارهم الغرق وتعالى الصراخ والبكاء وتهليل الجميع "لا إله إلا الله"، داعين الله أن ينجدهم من الموت غرقا.
بداية القصة ترويها موظفة رفضت ذكر اسمها قالت توجهنا لركوب العبارة يوم 21-4 كما هو محدد لنا فى تاريخ المغادرة ولكن فوجئنا بأننا سننتظر لحين تحسن الأحوال الجوية، حيث لا يمكن الإبحار فى ذلك الوقت نظرا لسوء الأحوال الجوية، وظللنا بالميناء وبعد عدة ساعات توجهنا إلى العبارة فى الواحدة والنصف ليلا وبعد الإبحار لمدة ساعتين فى مياه البحر الأحمر فوجئنا باهتزاز العبارة بشكل مخيف.
أصيب البعض بحالات قىء شديدة وكان من حسن حظى أنى كنت أجلس بجوار العيادة الطبية، وقاموا بإعطائنا أقراصا لعلاج دوار البحر وظل الكثيرون يصرخون من شدة الخوف لأن العبارة كانت تهتز بصورة مرعبة، وبعد أن أعطونا الأقراص هدأ البعض لفترة، ولكن ظل الصراخ من شدة الخوف وظللنا نقول لا إله إلا الله وندعو الله أن ينجينا من الغرق وسمعنا القبطان يقول أرجو الهدوء من الركاب وسوف نعود إلى ميناء ينبع مرة أخرى لحين تحسن الأحوال الجوية وهدوء الأمواج التى كانت ترتطم بنا بشكل مخيف.
وحدثت حالة من الاضطراب بين ركاب العبارة عندما أعلن القبطان عن العودة لميناء ينبع مرة أخرى ففريق موافق على قرار العودة وفريق آخر يقول "هيرجعنا تانى إحنا ونصيبنا".
استمرت العبارة فى السير لكن ببطء لإشعار الركاب أن العبارة فى طريق العودة إلى ميناء ينبع، وفجأة توقفت العبارة عن السير وسمعنا القبطان يعلن أننا لن نعود إلى ميناء ينبع لأن ذلك فيه مخاطرة كبيرة على حياة الركاب ويؤدى إلى غرق العبارة لا محالة لارتفاع الأمواج.
وأكد لهم أنهم داخل أحد الشواطئ المصرية وتحيط بهم القوات المسلحة، وأكد للركاب أنهم مؤمنون من جانب القوات المسلحة، وأن العبارة متوقفة لحين صدور تعليمات بالسير عند تحسن الأحوال الجوية والتوجه إلى ميناء سفاجا وظل الجميع يهتف لا إله إلا الله فرحين بتوقف العبارة وأنها مؤمنة وأنهم نجوا من الموت غرقا بأعجوبة.
وأضافت الموظفة عندما عدنا إلى ميناء سفاجا قاموا بإعطائنا 200 جنيه بما يعادل 50% من قيمة تذكرة العودة من جانب وزارة النقل كتعويض عما حدث لهم، وأكدت أنها تقوم بالتوجه لأداء العمرة سنويا ولم يحدث لها مثل الذى حدث هذه المرة وأكدت على استمرارها فى الذهاب لأداء العمرة.
أما خديجة محمد "71 سنة" من قرية أبو حمر مركز بسيون تقول إنها تقدمت للسفر لأداء العمرة العام الماضى، إلا أنها لم تتمكن من السفر نظرا لانتشار مرض أنفلونزا الخنازير وتحديد السن حتى "65 سنة"، وقامت بالحجز هذا العام هى وبنت أختها، وكان السفر عن طريق البحر وعند اهتزاز المركب قاموا بإعطائى قرص مهدئ وبعدها لم أشعر بأى شىء حتى عودتنا إلى الميناء بمصر، وذلك بعد شعورنا بالخوف الشديد وعلو الأمواج التى كانت تحيط بنا من كل اتجاه.
سعيدة أحمد "70 سنة" واعتماد محمد "63 سنة" أكدتا: "فوجئا باهتزاز المركب وضرب الموج فيها وشعرنا بالرعب الشديد والخوف وانتظار الموت فى أى لحظة وجلسنا نبكى وندعو الله أن ينجينا من الموت غرقا"، وأضافتا أنهما سجدا شكرا لله بعد عودتهما إلى ميناء سفاجا ورؤيتهما ذويهما وأبناؤهما وأحفادهما مرة أخرى، بعد أن فقدا الأمل فى الحياة مرة أخرى، وأكدتا على أنهما سيتوجهان لأداء العمرة فى رمضان المقبل عن طريق الجو، وذلك بعد رحلة الخوف والرعب التى مررا بها.
أما سعيد محمد على، عامل بالرى، فظل يدعو الله أن ينجيه من الموت غرقا، وألا يموت بمثل هذه الصورة الكريهة، ودعا الله ألا يغرق فى البحر حتى لا يأكله السمك ويصبح عشاء له، وأن يموت بجانب أبنائه والذى فقد الأمل فى أن يراهم مرة أخرى.
العائدون على متن العبارة "الرياض" يروون تفاصيل "رحلة الخوف"
الثلاثاء، 27 أبريل 2010 07:51 م