"الشفعة" تمنع"ساويرس "من بيع "أوراسكوم الجزائر"

اتهمت صحيفة الشروق الجزائرية المهندس نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة شركة "أوراسكوم تليكوم"، بأنه يسعى إلى بيع فروعه فى أفريقيا، وعلى رأسها شركة "جيزى" التابعة لـ"أوراسكوم" فى الجزائر إلى شركة"إم تى إن" الجنوب أفريقية، بهدف الإفلات من حق البيع بالشفعة للحكومة الجزائرية، وأشارت الجريدة على موقعها الإلكترونى أن الآمر لن يكون سهلا على "أوراسكوم" بالشكل الذى حاول ساويرس المراوغة من خلال بيع بالجملة وليس فرع جازى.

أضافت أن قرار مجمع ساويرس سيصطدم بقوانين الجزائر التى تملك فيها حق الشفعة فى حالة رغبة المجمع بيع فرعه جازى، مشيرة إلى أن معظم فروع "أوراسكوم" مرهونة نظير قروض لدى البنوك العالمية حيث فاقت الـ 2.5 مليار دولار.

وأشارت إلى ظهور علامات سقوط إمبراطورية ساويرس بسبب بيع ما بقى يملكه قبل الانهيار الكلى بسب الضائقة المالية التى مرّ بها فى الجزائر، وباقى الدول التى يتواجد بها، حيث عرض البيع بالجملة لفروعه فى أفريقيا، وذلك على حد قول الصحيفة.

وكانت الصحف الجزائرية قد أكدت أول من أمس أن شركة "رينج" المتخصصة فى استيراد الهواتف النقالة، التابعة لشركة "أوراسكوم تليكوم"، مدانة لمصلحة الضرائب الجزائرية ب300 مليار سنتيم، أى 41 مليون دولار أمريكى، تشكل حصيلة أربع سنوات من المستحقات الضريبية.

وتواجه "أوراسكوم" وضعا صعبا فى الجزائر بعد فرض مصلحة الضرائب الجزائرية مستحقاتها عليها، تصل إلى 596.6 مليون دولار، تشكل مستحقات سنوات 2004 و2005 و2006 و2007، ورغم تسديدها إجمالى مبلغ الضرائب، إلا أن البنك المركزى الجزائرى قرر منع "أوراسكوم" من تحويل أموالها للخارج.

وينتظر اليوم إعلان "اوراسكوم تليكوم" تفاصيل وقف التداول على شهادات الإيداع الدولية فى بورصة لندن، والإفصاح عن أنباء صفقة "ام تى إن" الجنوب أفريقية.

هذا وأشارت الصحيفة إلى أنه تتواصل حرب المصالح بين فرانس تليكوم وأوراسكوم للحصول على الأقل على مشاريعها الضخمة فى الجزائر، وتصارعت أحداث حرب الشد والجذب بينهما بسبب ديون الأخيرة المتراكمة، ليستقر الوضع فيما يشبه صفقة بينهما واتفاق غير معلن تكون فيه جازى هدية ساويرس لفرانس تليكوم بشكل لا يختلف عن سيناريو افتكاك الفرنسيين لفرع الأسمنت لأوراسكوم فى الجزائر من طرف لفارج الفرنسية، وبالمقابل استبعد مصدر مطلع بيع جازى مشيرا إلى أن ذلك آخر الحلول.

وتضغط "فرانس تليكوم" على أوراسكوم بشكل مكشوف لإرغامها على بيع فرع جازى مغتنمة ضائقتها المالية بسبب ديون "أوراسكوم" لدى البنوك الأوربية والتى تطالبه بدفعها بعد بلوغها 2.5 مليون دولار فضلا عن ديونها لدى الضرائب الجزائرية.