عندما يرفض الطفل ما يطلب منه، أو يصرّ على تصرف ما، ولا يتراجع حتى فى حالة الإكراه، وعندما يكون ذلك فى حالات عابرة أو صفة تتسم بها الشخصية فهذا هو ما يسمى بالعناد.
ويمكن تقسيم المراحل العمرية التى يكون الطفل فيها عنيدا إلى مرحلتين رئيسيتين هما، بعد السنتين الأوليين بعد المشى والكلام، حيث يشعر الطفل بالاستقلالية، وتنمو لديه التصورات الذهنية، وهنا يرتبط العناد بما يجول فى رأسه من خيال وتصورات، أما المرحلة الثانية فهى مرحلة المراهقة وفيها يكون عناد المراهق تعبيرا عن انفصاله عن والديه، ولكن بمرور الوقت يكتشف كلا من الطفل الصغير العنيد والمراهق العنيد أن العناد ليس هو الطريق السوى لتحقيق المطالب.
وهناك أشكال عديدة للعناد، منها عناد " التصميم والإرادة"، وهنا لابد من استغلال هذه السمة لدى الطفل بمقارنة أدائه بإمكاناته الشخصية، وليس إمكانات الآخرين سواء كان أحد إخوته أو زملائه، كأن نقول له إن نتائجك فى امتحان هذا الشهر أفضل من الشهر الفائت، وهناك العناد " المفتقد للوعى" كأن يطلب الطفل مشاهدة فيلم تلفازى، فى وقت النوم ولا يستجيب لنداء أمه، وهكذا يتميز هذا النوع بالإصرار على فعل دون النظر فى عواقبه، وهناك عناد "مع النفس" وهنا يصل عناد الطفل إلى تعذيبه لنفسه، كأن يغتاظ من أمه مثلا فيحرم نفسه من تناول الطعام على الرغم من أنه جائع، وبذا يعيش فى صراع داخلى مع نفسه.
وتكمن أبرز أسباب العناد فى رغبة الصغار فى التمرد على أوامر الكبار التى تشعرهم بالقمع، فيكون العناد رد فعل نتيجة للإرغام، وهناك عناد بسبب رغبة الصغير فى التشبه بالكبار "الأب أو الأم " الذى يكون أحدهما أو كلاهما عنيد، وقد يعند الطفل ويكون أبواه هما السبب لأنهما يستجيبان له دائما عند العناد، أما العناد غير المبالغ فيه فيكون سببه مراحل النمو الطبيعة التى يمر بها الطفل.
فكيف نتعامل بشكل فعال مع عناد أولادنا، وما هى الطرق الممكنة لتهذيب العناد لديهم إن وجد، هذا هو ما سنتحدث عنه فى الحلقة القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة