نظّم منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية مساء أمس، ندوة بعنوان "التعليم فى مصر من التنوير إلى التطرف"، تحدث فيها الدكتور كمال مغيث؛ الأستاذ بالمركز القومى للبحوث التربوية، وأدارها الدكتور فتحى أبو عيانة، الأستاذ بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية.
وأكد مغيث أن بداية نهضة التعليم فى مصر كانت فى عهد محمد على الذى أنشأ العديد من المدارس وأرسل البعثات التعليمية إلى الخارج، إلا أن الحركة التعليمية انهارت عقب ذلك إبان عهد عباس الأول، حتى جاء عصر الخديوى إسماعيل الذى نقل مصر إلى الدولة الحديثة.
وأضاف أن إسماعيل أقام البنية الفوقية للتعليم والثقافة والفنون والصناعة الحديثة والعمارة، فكان فى عهده مدارس ابتدائية وتجهيزية وعشرات المدارس الأجنبية. كما حدث فى عهده أول تطوير للأزهر، وكان للتلميذ حرية اختيار العلم الذى يدرسه، إضافة إلى إنشائه أول مدرسة للبنات فى عام 1873.
وألمح إلى أنه فى ظل الاحتلال البريطانى لمصر، لم يكن التعليم مجانيا، إلا أن الجمعيات الأهلية والأحزاب السياسية لعبت دورا كبيرا فى تنمية المجتمع، وانتقلت المرأة إلى المطالبة بالحرية وبحقوقها فى المجتمع، إلى أن جاءت ثورة 1919 والتى ساهمت فى جعل التعليم إجباريا ومجانيا، وأضحت المواطنة والمدنية هى أساس الحياة السياسية والثقافية فى مصر.
وقال مغيث إن ثورة يوليو 1952 جاءت بمجانية التعليم ولكن على حساب عمق الثقافة والتعليم، مشيرا إلى أن تراجع التعليم يمكن ملاحظته من خلال تغيير اسم وزارة المعارف إلى وزارة التربية والتعليم. وأرجع تدهور التعليم إلى عدد من الأسباب؛ هى: أن التعليم بسيط للغاية؛ حيث ينظر فى المواد النظرية دون البحث والتفكير، كما أنه "كهنوتى"؛ بمعنى أن الطالب عليه تعلم وحفظ ما تمليه عليه الدولة والوزارة من معلومات؛ فالمنهج مصمم بمحتوى معين والمعلم ليس عليه سوى الالتزام بالمنهج المقرر، كما أنه تعليم "آمن"؛ فالوزارة تنظر لعقول الطلاب على أنها كمبيوتر بسيط؛ بحيث تدرس منهجا تقليديا لتضمن مخرجات بفكر معين.
وشدد الدكتور كمال مغيث على أن التعليم فى مصر عليه تحقيق أربعة أهداف أساسية، وهى: إعداد الطلاب للثقافة العصرية، وإعدادهم للمواطنة، وللمنهج العلمى والرؤية العلمية للكون، وأخيرا إعدادهم مهنيا والتقريب بين الحياة الأكاديمية والواقعية.
وأورد بعض الإحصائيات قائلا إن مصر بها حاليا 20 مليون طالب منهم 17 مليون طالب فى التعليم الحكومى يشغلون أكثر من 43 ألف مدرسة يعمل بها حوالى مليون معلم، بالإضافة إلى وجود 7500 معهد أزهرى يضم حوالى مليون ونصف طالب و200 ألف معلم، إلى جانب 500 ألف طالب بالمدارس الخاصة والأجنبية.
ونوّه إلى أن التعليم حاليا يؤدى إلى التطرف لأسباب عديدة لخصها فى انتشار السلفية وتغلغلها فى المدارس بين المدرسين والطلاب خصوصا فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، إضافة إلى تدهور الكفاءات والتمويل وضعف المرتبات وعدم النضج الثقافى.
الدكتور كمال مغيث الأستاذ بالمركز القومى للبحوث التربوية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة